* قلت: محمد بن حسان الأزرق ثقة مأمون، وثقه الدارقطني، وابن حبان وابن أبي حاتم وزاد: "صدوق" والعجلي وقال عبد الله بن أحمد: "كان صدوقًا لا بأس به"، وفي رواية إسحاق بن راهويه عن وكيع ما يشد روايته. وخالفهما، أعني: وكيعًا وابن مهدي: عبد الرزاق فرواه عن الثوري عن عاصم، عن أبي عثمان أن بلالًا قال للنبي ﷺ فأرسله أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج ١/ رقم ١١٢٤)؛ والبيهقي (٢/ ٥٦) من طريق عبد الرزاق وهو في "مصنفه" (ج ٢/ رقم ٢٦٣٦) ثم قال البيهقي: "ورواية عبد الرزاق أصح" ووكيع أثبت في الثوري من عبد الرزاق لولا أنه اختلف عليه. فرواه موسى بن معاوية، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان أن بلالًا قال للنبي ﷺ. . . فذكره. أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد" (٧/ ١٥) وموسى هذا ما عرفته ويغلب على ظني أنه مصحَّفٌ، ومهما كان من أمر فإن إسحاق بن راهويه راويه عن وكيع إمام حافظ يقظ فالراجح روايته عن وكيع، ثم رواية وكيع عندي أرجح من رواية عبد الرزاق لا سيما وقد رواه شعبة عن عاصم، عن أبي عثمان عن بلال. أخرجه الحاكم (١/ ٢١٩) وعنه البيهقي (٢/ ٥٦) من طريق روح بن عبادة وآدم بن أبي إياس كلاهما عن شعبة. وخالفهما غندر فرواه عن شعبة، عن عاصم عن أبي عثمان: قال بلال للنبي ﷺ فذكره أخرجه أحمد (٦/ ١٥). وتابع شعبة على هذه الرواية عبد الواحد بن زياد، عن عاصم به أن بلالًا فذكره. أخرجه البيهقي (٢/ ٢٣) وتابع شعبة على الرواية الأولى وهي: "عن بلال" القاسم بن معن وعباد بن عباد كلاهما عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان عن بلال به. أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج ١/ رقم ١١٢٥)؛ وفي "الأوسط" (ج ٢/ ق ١٧/ ١)؛ والبيهقي (٢/ ٢٢، ٢٣). وأخرجه أحمد (٦/ ١٢) من طريق محمد بن فضيل، عن عاصم، عن أبي عثمان قال: قال بلال يا رسول الله لا تسبقني بآمين. وكذا وقع في "أطراف المسند" (١/ ٦٤٥) للحافظ وأشار المحقق أنه وقع في أحد النسخ: "أن رسول الله ﷺ قال لبلال: "لا تسبقني بآمين" فصار قائل هذا القول هو النبي ﷺ ليس بلالًا، وهذا هو الصواب في رواية محمد بن فضيل عن عاصم يدل عليه أن البيهقي قال (٢/ ٢٣): ورواه محمد بن فضيل عن عاصم بلفظ آخر .. ثم رواه من طريق "مسند أحمد" فجعل المقالة من لفظ النبي ﷺ، وكذلك رواه (٢/ ٥٦) بهذا السياق. ثم قال: "فكأن بلالًا كان يؤمن قبل تأمين النبي ﷺ فقال: لا تسبقني بآمين، كما قال إذا أمن الإمام فأمنوا". اهـ. وأشار الحافظ في "الفتح" (٢/ ٢٦٣) إلى هذا الحديث وقال: "ورجاله ثقات لكن قيل: إن أبا عثمان لم يلق بلالًا، وقد روى عنه بلفظ: أن بلالًا قال: وهو ظاهر الإرسال، ورجحه الدارقطني وغيره على الموصول" والصواب أن الوجهين متكافئان، بل جهة الوصل أقوى، فيبقى قول من قال: "أبو عثمان لم يلق بلالًا" وهو قول ضعيف، وكأنه لذلك مرَّضه الحافظ، فإن أبا عثمان مخضرم أدرك الجاهلية وهو أكبر سنًّا من عائشة ومن أنس وابن عباس وثبت سماعه من عمر بن الخطاب في "صحيح البخاري" وغيره ورد الحاكم على هذه المقالة فقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وأبو عثمان النهدي مخضرم قد أدرك الطائفة الأولى من الصحابة". اهـ. وفي تصحيحه الحديث على شرط الشيخين نظر من جهة أن الشيخين لم يحتجا بـ "أبي عثمان عن بلال" ولكن الإسناد صحيح والحمد لله. ثم قال البيهقي (٢/ ٢٣): "وروى بإسناد ضعيف عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال: قال بلال. . . وليس بشيء إنما رواه الجماعة الثقات عن عاصم دون ذكر سلمان". قلت: ما أشار إليه البيهقي: أخرجه الطبراني (ج ٦/ رقم ٦١٣٦) قال: حدثنا محمد بن العباس الأخرم=