للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رواجبكم (١) (٢)؟ وهكذا رواه الإمام أحمد، عن أبي اليمان، عن إسماعيل بن عياش، عن ابن عباس بنحوه (٣).

وقال الإمام أحمد: حدثنا سيار، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا المغيرة بن حبيب، عن مالك بن دينار، حدثني شيخ من أهل المدينة، عن أم سلمة قالت: قال لي رسول الله : "أصلحي لنا المجلس فإنه ينزل ملك إلى الأرض لم ينزل إليها قط" (٤).

وقوله: ﴿لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا﴾ قيل: المراد ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِينَا﴾ أمر الدنيا، ﴿وَمَا خَلْفَنَا﴾ أمر الآخرة، ﴿وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ﴾ ما بين النفختين، هذا قول أبي العالية وعكرمة ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة في رواية عنهما، والسدي والربيع بن أنس (٥).

وقيل: ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِينَا﴾ ما يستقبل من أمر الآخرة ﴿وَمَا خَلْفَنَا﴾ أي: ما مضى من الدنيا ﴿وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ﴾ أي: ما بين الدنيا والآخرة، ويروى نحوه عن ابن عباس وسعيد بن جبير والضحاك وقتادة وابن جريج والثوري، (٦)، واختاره ابن جرير أيضًا، والله أعلم.

وقوله: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ قال مجاهد: معناه ما نسيك ربك (٧)، وقد تقدم عنه أن هذه الآية كقوله: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (٣)[الضحى].

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي، حدثنا محمد بن عثمان يعني: أبا الجماهر، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عاصم بن رجاء بن حيوة، عن أبيه، عن أبي الدرداء يرفعه قال: "ما أحلَّ الله في كتابه فهو حلال، وما حرمه فهو حرام، وما سكت عنه فهو عافية، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئًا" ثم تلا هذه الآية ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾ (٨).

وقوله: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا﴾ [أي: خالق ذلك ومدبره والحاكم فيه والمتصرف الذي لا معقّب لحكمه ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ] (٩) هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: هل


(١) الرواجب: ما بين عقد الأصابع من داخل.
(٢) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ١١/ ٤٣١، ٤٣٢ ح ١٢٢٢٤)، وسنده ضعيف لجهالة ثعلبة.
(٣) أخرجه الإمام أحمد عن أبي اليمان به، وضعف سنده محققوه، كما في رواية الطبراني (المسند ٤/ ٦٨ ح ٢١٨١).
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ٢٩٦) وسنده ضعيف لإبهام اسم الراوي عن أم سلمة .
(٥) قول أبي العالية أخرجه الطبري بسند جيد من طريق الربيع بن أنس عنه، وقول الربيع بن أنس أخرجه الطبري بسندين يقوي أحدهما الآخر، أحدهما تقدم في رواية أبي العالية، وقول عكرمة وسعيد بن جبير أخرجهما ابن أبي حاتم كما عزاه إليه السيوطي في الدر المنثور.
(٦) قول ابن عباس أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق عطية العوفي عنه ويتقوى بالآثار التالية: إذ أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، وأخرجه البستي بسند حسن من طريق عبيد بن سليمان عن الضحاك.
(٧) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق ابن جريج عن مجاهد، وابن جريج لم يسمع من مجاهد.
(٨) سنده حسن وأخرجه الحاكم من طريق عاصم به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٣٧٥)، ونسبه الهيثمي إلى البزار والطبراني وحسّن سنده (مجمع الزوائد ١/ ١٧٦).
(٩) ما بين معقوفين سقط من الأصل واستدرك من (ح) و (حم).