للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أأنجو منها أم لا؟. وفي رواية: وكان مريضًا (١).

وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن يمان، عن مالك بن مغول، عن أبي إسحاق كان أبو ميسرة إذا أوى إلى فراشه قال: يا ليت أمي لم تلدني، ثم يبكي، فقيل له: ما يبكيك يا أبا ميسرة؟ قال: أُخبرنا أنّا واردوها ولم نُخبَر أنّا صادرون عنها (٢).

وقال عبد الله بن المبارك، عن الحسن البصري قال: قال رجل لأخيه: هل أتاك أنك وارد النار؟، قال: نعم، قال: فهل أتاك أنك صادر عنها؟ قال: لا، قال: ففيم الضحك؟ قال: فما رُئي ضاحكًا حتى لحق بالله (٣).

وقال عبد الرزاق أيضًا: أخبرنا ابن عيينة، عن عمرو، أخبرني من سمع ابن عباس يخاصم نافع بن الأزرق فقال ابن عباس: الورود: الدخول، فقال نافع: لا، فقرأ ابن عباس: ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (٩٨)[الأنبياء] أوردوا أم لا، وقال: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ﴾ [هود] وردوا أم لا؟ أما أنا وأنت فسندخلها، فانظر هل نخرج منها أم لا؟ وما أرى الله مخرجك منها بتكذيبك، فضحك نافع (٤).

وروى ابن جريج عن عطاء قال: قال أبو راشد الحروري - وهو: نافع بن الأزرق -: ﴿لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا﴾ [الأنبياء: ١٠٢] فقال ابن عباس: ويلك، أمجنون أنت؟ أين قوله: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ﴾ [هود: ٩٨]، ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا (٨٦)[مريم] ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾، والله إن كان دعاء من مضى: اللهم أخرجني من النار سالمًا، وأدخلني الجنة غانمًا (٥).

وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عبيد المحاربي، حدثنا أسباط، عن عبد الملك، عن عبيد الله، عن مجاهد قال: كنت عند ابن عباس فأتاه رجل يقال له: أبو راشد، وهو نافع بن الأزرق، فقال له: يا ابن عباس أرأيت قول الله: ﴿وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا (٧١)﴾؟ قال: أما أنا وأنت يا أبا راشد فسنردها، فانظر هل نصدر عنها أم لا؟ (٦).

وقال أبو داود الطيالسي: قال شعبة: أخبرني عبد الله بن السائب، عمن سمع ابن عباس يقرؤها "وإن منهم (٧) إلا واردها" يعني: الكفار (٨)، وهكذا روى عمر بن الوليد الشنّي أنه سمع عكرمة يقرؤها كذلك "وإن منهم إلا واردها" قال: وهم الظلمة كذلك كنا نقرؤها. رواه ابن أبي حاتم وابن جرير (٩).


(١) أخرجه الطبري والحاكم من طريق إسماعيل بن أبي خالد به، وصححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: فيه إرسال (المستدرك ٤/ ٥٨٨).
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده حسن. وأخرجه ابن أبي شيبة عن ابن يمان به (المصنف ١٣/ ٤١٣).
(٣) أخرجه ابن المبارك (الزهد ٢١١)، وابن أبي شيبة (المصنف ١٣/ ٥٠٠) بأسانيد يقوي بعضها بعضًا عن الحسن.
(٤) أخرجه عبد الرزاق بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لإبهام الراوي عن ابن عباس ، وأخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق به. ويتقوى برواية مجاهد عن ابن عباس التالية.
(٥) أخرجه الطبري بسند فيه الحسين، وهو ابن داود: ضعيف.
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده حسن.
(٧) وهي قراءة شاذة.
(٨) أخرجه الطبري من طريق أبي داود به، وسنده ضعيف لإبهام الراوي عن ابن عباس .
(٩) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن عمر بن الوليد الشني به، والقراءة شاذة تفسيرية.