للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (٣)(١).

وقال الترمذي: حَدَّثَنَا عبد بن حميد، حَدَّثَنَا روح بن عبادة، عن عبيد اللَّه بن الأخنس، أخبرني عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: كان رجل يقال له: مرثد بن أبي مرثد، وكان رجلًا يحمل الأسارى من مكة حتَّى يأتي بهم المدينة، قال: وكانت امرأة بغي بمكة يقال لها: عناق، وكانت صديقة له، وإنه واعد رجلًا من أسارى مكة يحمله، قال: فجئت حتَّى انتهيت إلى ظل حائط من حوائط مكة في ليلة مقمرة، قال: فجاءت عناق، فأبصرت سواد ظلي تحت الحائط، فلما انتهت إلي عرفتني، فقالت: مرثد؟ فقلت: مرثد، فقالت: مرحبًا وأهلًا، هلم فبت عندنا الليلة، قال: فقلت: يا عناق حرم اللَّه الزنا، فقالت: يا أهل الخيام هذا الرجل يحمل أسراكم، قال: فتبعني ثمانية ودخلت الخندمة فانتهيت إلى غار أو كهف، فدخلت فيه فجاؤوا حتَّى قاموا على رأسي، فبالوا: فظل بولهم على رأسي، فأعماهم اللَّه عني، قال: ثم رجعوا فرجعت إلى صاحبي فحملته، وكان رجلًا ثقيلًا حتَّى انتهيت إلى الإذخر، ففككت عنه أحبله، فجعلت أحمله ويعينني حتَّى أتيت به المدينة، فأتيت رسول اللَّه فقلت: يا رسول اللَّه أنكح عناقًا أنكح عناقًا -مرتين؟ -، فأمسك رسول الله فلم يرد عليّ شيئًا حتَّى نزلت ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (٣)﴾، فقال رسول الله : "يا مرثد، ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ﴾ فلا تنكحها". ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه (٢)، وقد رواه أبو داود والنسائي في كتاب النكاح من سننهما من حديث عبيد اللَّه بن الأخنس به (٣).

وقال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا مسدد أبو الحسن، حَدَّثَنَا عبد الوارث، عن حبيب المعلم، حدثني عمرو بن شعيب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله" (٤). وهكذا أخرجه أبو داود في سننه عن مسدد وأبي معمر، عن عبد اللَّه بن عمر كلاهما عن عبد الوارث، به (٥).

وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا يعقوب، حَدَّثَنَا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد اللَّه بن عمر بن الخطاب، عن أخيه عمر بن محمد، عن عبد اللَّه بن يسار مولى ابن عمر، قال: أشهد لسمعت سالمًا يقول: قال عبد اللَّه: قال رسول الله : "ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، والمرأة المترجّلة المتشبهة بالرجال، والديوث، وثلاث لا ينظر اللَّه إليهم يوم القيامة: العاقّ لوالديه، ومدمن الخمر، والمنَّان بما أعطى" (٦). ورواه النسائي عن عمرو بن


(١) أخرجه الحاكم كما في سابقه.
(٢) السنن، التفسير، سورة النور (ح ٣١٧٧)، وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (ح ٣٥٣٨)، وأخرجه الحاكم من طريق عبيد الله بن الأخنس به، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ١٦٦).
(٣) سنن أبي داود، النكاح، باب قوله تعالى: ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً﴾ [النور: ٣]: (ح ٢٠٥١) وسنن النسائي، النكاح، باب تزويج الزانية ٦/ ٦٦.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده حسن.
(٥) سنن أبي داود، النكاح، باب قوله تعالى: ﴿الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً﴾ (ح ٢٠٥٢).
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١٠/ ٣٢١، ٣٢٢ ح ٦١٨٠)، وحسّن سنده محققوه، وصححه =