للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(ليصلي) (١) فيه، ومعنا يومئذٍ رجاء بن (حيوة) (٢) () (٣)؛ فلما انصرف خرجنا نشيعه؛ فلما أراد الانصراف قال: إن لكم جائزةً وحقًا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله . قلنا: هات رحمكَ الله. قال: كنا مع رسول الله ، ومعنا معاذ بن جبل عاشر عشرة، فقلنا: يا رسول الله، هل من قوم أعظم منا أجرًا؟ آمنا باللّه واتبعناك. قال: "ما يمنعكم من ذلك ورسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحى من السماء؛ بل قوم (من) (٤) بعدكم يأتيهم كتاب بين لوحين يؤمنون به، ويعملون بما فيه، أولئك أعظم منكم أجرًا" - مرتين.

ثم رواه من حديث (٥) ضمرة بن ربيعة، عن مرزوق بن نافع، عن صالح بن جبير، عن أبي جمعة، بنحوه.

وهذا الحديث فيه دلالة على العمل بالوجادة التي اختلف فيها أهل الحديث، كما قررته في أول "شرح البخاري"؛ لأنَّهُ مدحهم على ذلك، وذكر أنهم أعظم أجرًا من هذه الحيثية لا مطلقًا.

وكذا الحديث الآخر الذي رواه الحسن بن عرفة (٦) العبدي، حَدَّثَنَا إسماعيل بن عياش الحمصي، عن المغيرة بن قيس التميمي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده؛ قال: قال رسول الله : أي الخلق أعجب إليكم إيمانًا؟ قالوا: الملائكة. قال: وما لهم لا يؤمنون وهم عند ربهم! قالوا: فالنبيون. قال: وما لهم لا يؤمنون والوحي ينزل عليهم! قالوا: فنحن. قال: وما لكم لا تؤمنون وأنا بين أظهركم؟ قال: فقال رسول اللّه : "ألا إن أعجب الخلق إليَّ إيمانًا لقوم يكونون من بعدكم يجدون صحفًا فيها كتاب يؤمنون بما فيها".

قال أبو حاتم الرازي: المغيرة بن قيس البصري منكر الحديث.

قلت: ولكن قد روى أبو يعلى في "مسنده" (٧)، وابن مردويه في "تفسيره"؛ والحاكم في


(١) في (ن): "يصلى".
(٢) في (هـ): "حياة"!
(٣) من (ن)، وقد استقر أن الترضى خاص بالصحابة دفعًا للإيهام، ورجاء بن حيوة تابعي.
(٤) ساقط من (ن)، والعبارة فيها: "قوم بعدكم يأتيهم كتاب من بين لوحين".
(٥) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ٢/ ٣١٠) معلقًا، ووصله ابن قانع في "معجم الصحابة" (٣/ ٣٦/ ١)؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٤/ رقم ٣٥٤١)؛ وأبو نعيم في "المعرفة" (١/ ١٧٩/ ١)؛ وابن عساكر في "تاريخه" (ج ٨/ ق ١٨٧) من طرق عن ضمرة بن ربيعة.
ومرزوق بن نافع ترجمه البخاري في "الكبير" (٤/ ١/ ٣٨٣، ٣٨٤)؛ وابن أبي حاتم (٤/ ١/ ٢٦٥) ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ١٨٩) على طريقته في توثيق المجاهيل ولكنه متابع.
(٦) في "جزئه" المشهور (١٩).
ووقع في "الدر المنثور" (١/ ٢٦): "الحسن بن عروة في حزبه"!
ومن طريقه إسماعيل الصفار في "جزئه" (٩٠/ ٢)؛ والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٥٣٨)؛ والخطيب في "شرف أصحاب الحديث" (٦١)؛ وطراد أبو الفوارس في "ما أملاه يوم الجمعة ١٤ شعبان سنة ٤٧٨"، كما في "الضعيفة" (٦٤٧)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" (٤٨)، وسنده ضعيف وله علتان:
الأولى: أن رواية إسماعيل بن عياش عن الحجازيين والعراقيين منكرة، وهذه منها، والمغيرة بن قيس بصري.
الثانية: أن المغيرة ترجمه ابن أبي حاتم (٤/ ٢٢٧/١) ونقل عن أبيه قال: "هو منكر الحديث"، وقد اختلف في إسناده.
(٧) أبو يعلى في "مسنده" (ج ١/ رقم ١٦٠). =