قال الحاكم: "صحيح الإسناد" فرده الذهبي قائلًا: "بل محمد ضعفوه". (*) قلت: وهو واه قال البزار: "إنما نعرف هذا من حديث محمد بن أبي حميد وهو مدني ليس بالقوي حدث بهذا وبحديث آخر لم يتابع عليه". وقد توبع تابعه يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن أسلم بسنده سواء. أخرجه البزار (٢٨٣٩)؛ والعقيلي في "الضعفاء" (٤/ ٢٣٨) من طريق منهال بن بحر، قال: حَدَّثَنَا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير به. قال العقيلي: "وهذا الحديث إنما يعرف بمحمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم، وليس بمحفوظ من حديث يحيى بن أبي كثير، ولا يتابع منهال عليه أحد". وقال البزار: "لا نعلمه يروى عن عمر إلا من هذا الوجه، وحديث المنهال بن بحر يرويه الحفاظ الثقات، عن هشام، عن يحيى، عن زيد مرسلًا". أما الهيثمي فقال في "المجمع" (١٠/ ٦٥) أشار إلى هذا الإسناد: "أحد إسنادي البزار المرفوع حسن، المنهال بن بحر وثقه أبو حاتم وفيه خلاف، وبقية رجاله رجال الصحيح". اهـ. (*) قلت: وكيف يكون حسنًا مع وجود هذه العلة التي أشار إليها البزار، وهي المخالفة، لا سيما قد قال: يرويه الحفاظ الثقات عن هشام مرسلًا، ومع تصريح العقيلي أن الحديث غير محفوظ عن يحيى بن أبي كثير؟! (١) أخرجه البزار (٢٨٤٠) من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس مرفوعًا مثله. وقال: "غريب من حديث أنس". أما الهيثمي فقال (١٠/ ٦٥): "فيه سعيد بن بشير، وقد اختلف فيه، فوثقه قوم وضعفه آخرون، وبقية رجاله ثقات". اهـ. (*) قلت: رواية سعيد بن بشير عن قتادة خاصة تكثر فيها المناكير، ولذلك استغربها البزار. (٢) في "تفسيره" (٧٣). وأخرجه الطبراني، ومن طريقه ابن مردويه في "تفسيره"، كما عند المصنف (١/ ٢٧٩)، قال: حَدَّثَنَا الحسين بن إسحاق التستري، حَدَّثَنَا رجاء بن محمد السقطي، حَدَّثَنَا إسحاق بن إدريس به. وأخرجه ابن أبي عاصم، وعنه ابن الأثير في "أسد الغابة" (٧/ ٢٨٤) من وجه آخر عن إسحاق بن إدريس. وسنده ضعيف جدًّا، وإسحاق كذبه ابن معين، ووهاه أبو زرعة وتركه النسائي وغيره لكنه لم يتفرد به. فتابعه إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن إبراهيم بن جعفر بسنده سواء ولم يذكر "أولئك قوم آمنوا بالغيب". أخرجه الطبراني في "الكبير" (ج ٢٤/ (رقم ٥٣٠)؛ وابن الأثير في "أسد الغابة" (٧/ ٤٤)؛ وإبراهيم بن حمزة ثقة، وثقه ابن سعد، وابن حبان، ومسلمة بن قاسم. وقال أبو حاتم: "صدوق"، وقال النسائي: "لا بأس به". =