للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إدريس، أخبرني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن سلمة الأنصاري، أخبرني جعفر بن محمود، عن جدته (نويلة) (١) بنت أسلم؛ قالت: صليت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا مسجد إيلياء، فصلينا سجدتين، ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله قد استقبل البيت الحرام، فتحول النساء مكان الرجال والرجال مكان النساء، فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن (مستقبلوا) (٢) البيت الحرام. قال إبراهيم: فحدثني رجال من بني حارثة أن رسول الله حين بلغه ذلك قال: "أولئك قوم آمنوا بالغيب".

هذا حديث غريب من هذا الوجه.

﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)﴾.

قال ابن عَبَّاس: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ أي: يقيمون الصلاة بفروضها (٣).

وقال الضحاك، عن ابن عباس: (إقامة) (٤) الصلاة: (إتمام) (٥) الركوع والسجود، والتلاوة، والخشوع، والإقبال عليها فيها.

وقال قتادة (٦): (إقامة) (٧) الصلاة: المحافظة على مواقيتها [ووضوئها، وركوعها وسجودها. وقال مقاتل (٨) بن حيان: إقامتها المحافظة على مواقيتها] (٩)، وإسباغ الطهور (فيها) (١٠)، وتمام


= وقال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ١٤): "رجاله موثقون".
وإبراهيم بن جعفر ذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٧)، وترجمه البخاري في "الكبير" (١/ ٢٧٨/١، ٢٧٩)؛ وابن أبي حاتم (١/ ١/ ٩١) ونقل عن أبيه قال: "هو صالح" وأبوه جعفر بن محمود ذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ١٠٧)، وترجمه البخاري (١/ ٢/ ١٩٩)؛ وابن أبي حاتم (١/ ١/ ٤٨٩) ونقل عن أبيه قال: "محله الصدق" ووقع عندهما: "مسلمة" بدل "سلمة" وهذا الإسناد حسن، وهو أجود من الذي أورده المصنف، لكن عذر المصنف في عدم إيراده، والله أعلم، أنه ليس فيه محل الشاهد الذي أورده من أجله وهو قوله: "أولئك قوم آمنوا بالغيب".
(١) في (ن): "بديلة" وهو وجه في اسمها، ووجه ثان: "تويلة" بالتاء.
(٢) في (ز) و (ل) و (ن): "مستقبلون".
(٣) [أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن من طريق عكرمة أو سعيد بن جبير عن ابن عباس].
(٤) في (ج) و (ل): "إقام".
(٥) في (ج) و (ع) و (ك) و (ل) و (ص): "تمام".
[وسنده ضعيف لأن الضحاك لم يلق ابن عباس، ومعناه صحيح].
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٧٥) بسند صحيح.
وعزاه السيوطي في "الدر" (١/ ٢٧) لعبد بن حميد وحده.
(٧) في (ج): "إقام".
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٧٦) من طريق محمد بن مزاحم أنبأ بكير بن معروف، عن مقاتل بن حيان وهذا سند جيد، وبكير بن معروف متماسك، قال أحمد وأبو داود والنسائي: "لا بأس به" وضعفه أحمد في رواية وابن المبارك، وقال ابن عدي: "بكير بن معروف ليس بكثير الرواية، وأرجو أنه لا بأس به، وليس حديثه بالمنكر جدًّا". وهذا الذي قاله ابن عدي يتعلق بالأحاديث المرفوعة، والرجل فكان صاحب تفسير، اهتم به وعانى عليه، ولا شكَّ أنه في تفسيره أضبط وأحفظ، والله أعلم.
(٩) ساقط من (ج).
(١٠) أشار في (ج) و (ع) أنه وقع في نسخة: "لها".