للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فسلم عليهم تحية من عند الله مباركة طيبة، قال: ما رأيته إلا يوجبه (١).

قال ابن جريج: وأخبرني زياد، عن ابن طاوس: أنه كان يقول: إذا دخل أحدكم بيته فليسلم، قال ابن جريج: قلت لعطاء: أواجب إذا خرجت ثم دخلت أن أسلم عليهم؟ قال: لا، ولا آثر وجوبه عن أحد، ولكن هو أحب إلي وما أدعه إلا ناسيًا (٢).

وقال مجاهد: إذا دخلت المسجد فقل: السلام على رسول الله، وإذا دخلت على أهلك فسلِّم عليهم، وإذا دخلت بيتًا ليس فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين (٣).

وروى الثوري عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد، إذا دخلت بيتًا ليس فيه أحد فقل: بسم الله والحمد لله، السلام علينا من ربنا، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين (٤).

وقال قتادة: إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم، وإذا دخلت بيتًا ليس فيه أحد فقل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه كان يُؤمر بذلك، وحدثنا أن الملائكة تردُّ عليه (٥).

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عويد بن أبي عمران الجوني، عن أبيه، عن أنس قال: أوصاني النبي بخمس خصال قال: "يا أنس أسبغ الوضوء يزد في عمرك، وسلِّم على من لقيك من أمتي تكثر حسناتك، وإذا دخلت - يعني بيتك - فسلم على أهلك يكثر خير بيتك، وصلِّ صلاة الضحى فإنها صلاة الأوّابين قبلك، يا أنس ارحم الصغير ووقر الكبير تكن من رفقائي يوم القيامة" (٦).

وقوله: ﴿تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ قال محمد بن إسحاق: حدثني داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنه كان يقول: ما أخذت التشهد، إلا من كتاب الله سمعت الله يقول: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ فالتشهد في الصلاة، التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، السلام عليك أيُّها النبيّ ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ثم يدعو لنفسه ويسلم. وهكذا رواه ابن أبي حاتم من حديث ابن إسحاق (٧). والذي في صحيح مسلم عن ابن عباس عن رسول الله يخالف هذا (٨)، والله أعلم.


(١) أخرجه البخاري من طريق ابن جريج به (الأدب المفرد ح ١٠٩٥)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ح ٨٣٣).
(٢) أخرجه الطبري من طريق ابن جريج به لكن في سنده الحسين، وهو ابن داود، وهو ضعيف.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح من طريق عبد الكريم الجزري عن مجاهد.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح من طريق الثوري به (المصنف ٨/ ٦٤٩).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة لكنه مرسل.
(٦) سنده ضعيف جدًا؛ لأن عويد بن أبي عمران الجوني: متروك، وروى عن أبيه أحاديث منكرة (ينظر: لسان الميزان ٤/ ٣٨٦، ٣٨٧).
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم من طريق أبي إسحاق به، وسنده حسن.
(٨) أخرجه مسلم من حديث ابن عباس بلفظ: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله" (الصحيح، الصلاة، باب التشهّد في الصلاة ح ٤٠٣).