للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أو انتمى إلى غير مواليه فليتبوأ مقعده من النار - وفي رواية - فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدًا" قيل: يا رسول الله وهل لها من عينين؟ قال: "أما سمعتم الله يقول: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ " الآية (١)؟ ورواه ابن جرير، عن محمد بن خداش، عن محمد بن يزيد الواسطي به (٢).

وقال أيضًا: حدثنا أبي (٣)، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عيسى بن سليم، عن أبي وائل قال: خرجنا مع عبد الله يعني ابن مسعود ومعنا الربيع بن خُثَيم، فمروا على حداد، فقام عبد الله ينظر إلى حديدة في النار، ونظر الربيع بن خُثَيم إليها، فتمايل الربيع ليسقط، فمرَّ عبد الله على أتون (٤) على شاطئ الفرات، فلما رآه عبد الله والنار تلتهب في جوفه، قرأ هذه الآية ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (١٢)﴾ فصعق، يعني: الربيع، وحملوه إلى أهل بيته، فرابطه عبد الله إلى الظهر، فلم يفق (٥).

وحدثنا أبي، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: إن العبد ليجر إلى النار فتشهق إليه شهقة البغلة إلى الشعير، ثم تزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف، هكذا رواه ابن أبي حاتم بإسناده مختصرًا (٦).

وقد رواه الإمام أبو جعفر بن جرير: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: إن الرجل ليجر إلى النار فتنزوي وتنقبض بعضها إلى بعض، فيقول لها الرحمن: ما لك؟ قالت: إنه يستجير مني، فيقول: أرسلوا عبدي، وإن الرجل ليجر إلى النار فيقول: يا ربِّ ما كان هذا الظن بك، فيقول: فما كان ظنك؟ فيقول: أن تسعني رحمتك، فيقول: أرسلوا عبدي، وإن الرجل ليجر إلى النار فتشهق إليه النار شهقة البغلة إلى الشعير، وتزفر زفرة لا يبقى أحد إلا خاف (٧)، وهذا إسناد صحيح.

وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن منصور، عن مجاهد، عن عُبيد بن عُمير في قوله: ﴿سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا﴾ قال: إن جهنم لتزفر زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خرّ لوجهه ترتعد فرائصه، حتى إن إبراهيم ليجثو على ركبتيه ويقول: ربّ لا أسألك اليوم إلا نفسي (٨).

وقوله: ﴿وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ﴾ قال قتادة: عن أبي أيوب، عن عبد الله بن عمرو


(١) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، ورجاله ثقات لكن خالد بن دريك معروف بالإرسال ولم يصرح باسم الصحابي حتى نعلم هل أدرك ذلك الصحابي، أما إبهام الصحابي فلا يضر لأنهم كلهم عدول، وللحديث شواهد في الصحيحين إلا السؤال الأخير وجوابه.
(٢) أخرجه بسنده ومتنه، وحكمه كسابقه.
(٣) أي: والد ابن أبي حاتم.
(٤) أي: مكان موقد النار.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وسنده حسن.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده ومتنه، وفي سنده أبو يحيى وهو القتات لين الحديث كما في التقريب.
(٧) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وحكمه كسابقه، وقد صحح سنده الحافظ ابن كثير.
(٨) أخرجه عبد الرزاق بسنده ومتنه، وسنده رجاله ثقات لكنه مرسل.