للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)﴾ إلى مؤمني أهل الكتاب الموصوفين بقوله (تعالى (١): ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ … ﴾ [البقرة: ٤] (الآية) (٢)، [على ما تقدم من الخلاف. وعلى هذا فيجوز أن يكون قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ﴾] (٣). منقطعًا مما قبله، وأن يكون مرفوعًا على الابتداء وخبره ﴿[أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ﴾] (٤) وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ واختار أنه عائد إلى جميع من تقدم ذكره من مؤمني العرب وأهل الكتاب، لما رواه السدي عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود؛ وعن أناس من أصحاب رسول الله . أما الذين يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب، والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك هم المؤمنون من أهل الكتاب، ثم جمع الفريقين: فقال: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)﴾ وقد تقدم من الترجيح أن ذلك صفة (المؤمنين) (٥) عامةً والإشارة عائدة عليهم. واللّه أعلم.

وقد نقل (هذا) (٦) عن مجاهد، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة؛ .

وقال ابن أبي (٧) حاتم: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، حدثني عبيد الله بن المغيرة، عن (أبي الهيثم) (٨) - واسمه سليمان بن (عبد) (٩)، عن عبد الله بن عمرو، عن النَّبِيّ ؛ وقيل له: يا رسول الله، إنا نقرأ من القرآن فنرجوا، ونقرأ (من القرآن) (١٠) فنكاد أن نيأس، أو كما قال. قال: "أفلا أخبركم عن أهل الجنة وأهل النار؟ قالوا: بلى يا رسول الله؛ قال: ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (٢) … ﴾ " إلى قوله تعالى: ﴿الْمُفْلِحُونَ﴾ هؤلاء أهل الجنة. قالوا: إنا نرجوا أن نكون هؤلاء، ثم قال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ … ﴾ [البقرة: ٦] إلى قوله: ﴿عَظِيمٌ﴾ [البقرة: ٧] هؤلاء أهل النار. قالوا: لسنا هم يا رسول الله؟ قال: أجل" (١١).

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (٦)﴾.

يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ أي: غطوا (الحق) (١٢) وستروه، وقد كتب الله تعالى عليهم


(١) من (ز) و (ن).
(٢) من (ز).
(٣) ساقط من (ج).
(٤) ساقط من (ز) و (ن).
(٥) في (ز) و (ن): "للمؤمنين".
(٦) ساقط من (ن).
(٧) في "تفسيره" (٨٦) ورجاله ثقات غير ابن لهيعة، ففيه مقال مشهور.
(٨) في (ج) و (ل): "أبي القاسم"! وهو تصحيف.
(٩) كذا في (ج) و (ز) و (ع) و (ك) و (ل) و (ي) وهو الموافق لما في تفسير ابن أبي حاتم ووقع في (ن) و (هـ): "عبيد الله" وكتب ابن المحب في حاشية (ج) وأشار إلى "عبد" صوابه "عمرو "وهو سليمان بن عمرو بن عبيد أو عبد العتواري.
قلت: فكأنهم نسبوه إلى جده. واللّه أعلم.
(١٠) كذا في (ز) و (ن) وهو الموافق لما في "تفسير ابن أبي حاتم" وسقط من (ج) و (ع) و (ك) و (ل) و (هـ) و (ي).
(١١) [سنده ضعيف].
(١٢) في (ز): "الكفر" وهو خطأ واضح.