للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رسول الله فقال: "ما بال أقوام جاوزهم القتل اليوم حتى قتلوا الذرية؟ " فقال رجل: يا رسول الله إنما هم أبناء المشركين؟ فقال: "ألا إنما خياركم أبناء المشركين، ثم قال: لا تقتلوا ذرية، لا تقتلوا ذرية، وقال: كل نسمة تولد على الفطرة حتى يُعرب عنها لسانها، فأبواها يهودانها أو ينصرانها" (١). ورواه النسائي في كتاب السير عن زياد بن أيوب، عن هشيم، عن يونس وهو ابن عبيد بن الحسن البصري به (٢).

ومنهم جابر بن عبد الله الأنصاري. قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم، [حدثنا] (٣) أبو جعفر، عن الربيع بن أنس، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : "كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه، فإذا عبر عنه لسانه إما شاكرًا وإما كفورًا" (٤).

ومنهم عبد الله بن عباس الهاشمي. قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رسول الله سئل عن أولاد المشركين، فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين إذ خلقهم" (٥). أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي بشر جعفر بن إياس اليشكري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا بذلك (٦).

وقد قال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا عفان، حدثنا حماد؛ يعني: ابن سلمة، أنبأنا عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس قال: أتى عليّ زمان وأنا أقول: أولاد المسلمين مع المسلمين، وأولاد المشركين مع المشركين، حتى حدثني فلان عن فلان أن رسول الله سئل عنهم، فقال: "الله أعلم بما كانوا عاملين". قال: فلقيت الرجل فأخبرني، فأمسكت عن قولي (٧).

ومنهم عياض بن حمار المجاشعي. قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا هشام، حدثنا قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار أن رسول الله خطب ذات يوم، فقال في خطبته: "إن ربي ﷿ أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا: كل مال نحلته عبادي حلال، وإِني خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإِنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا، ثم إن الله ﷿ نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب، وقال: إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك، وأنزلت عليك كتابًا لا يغسله الماء تقرؤه نائمًا ويقظان: ثم إن الله أمرني أن أحرق قريشًا، فقلت: يا ربِّ إذًا يثلغ (٨) رأسي فيدعه خبزة، قال: استخرجهم كما استخرجوك، واغزهم نغزك، وأنفق عليهم فسننفق عليك، وابعث جيشًا نبعث خمسة مثله، وقاتل بمن أطاعك من


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده بلفظ: "ألا لا تقتلوا الذرية". (المسند ٢٤/ ٣٥٦ - ٣٥٧ ح ١٥٥٨٩) قال محققوه: رجاله ثقات، لكن سماع الحسن من الأسود بن سريع لا يثبت عند بعضهم. اهـ. وأخرجه الحاكم من طريق يونس به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ١٢٣) وقد صرح الحسن البصري بالتحديث عن الأسود في رواية الحاكم، من أجل ذلك صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (ح ٤٠٢).
(٢) (السنن الكبرى ح ٨٦١٦).
(٣) سقط في الأصل واستدرك من (ح) و (حم) ومسند الإمام أحمد.
(٤) (المسند ٣/ ٣٥٣) وسنده ضعيف لأن أبا جعفر وهو الرازي سيئ الحفظ.
(٥) (المسند ١/ ٣٢٨) وسنده صحيح.
(٦) تقدم تخريجه في تفسير سورة الإسراء آية ١٥.
(٧) تقدم تخريجه في تفسير سورة الإسراء آية ١٥.
(٨) الثَّلغ: الشدخ، وقيل: هو ضربك الشيء الرطب بالشيء اليابس حتى ينشدخ.