للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحديث: "يقول الله تعالى أنفق، أنفق عليك" (١).

وفي الحديث: "أن ملكين يصبحان كل يوم يقول أحدهما: اللَّهم أعطِ ممسكًا تلفًا، ويقول الآخر: اللَّهم أعط منفقًا خلفًا" (٢). وقال رسول الله : "أنفق بلالًا، ولا تخشى من ذي العرش إقلالًا" (٣).

وقال ابن أبي حاتم: ذُكر، عن يزيد بن عبد العزيز الفلاس، حدثنا هشيم، عن [الكوثر] (٤) بن حكيم، عن مكحول قال: بلغني عن حذيفة قال: قال رسول الله : "ألا إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض، يعضُّ الموسر ما في يده حذار الإنفاق" ثم تلا هذه الآية ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (٥).

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا روح بن حاتم، حدثنا هشيم، عن [الكوثر] (٦) بن حكيم، عن مكحول قال: بلغني عن حذيفة أنه قال: قال رسول الله : "ألا إن بعد زمانكم هذا زمان عضوض، يعضُّ الموسر على ما في يده حذار الإنفاق" قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾.

"وينهل شرار الناس يبايعون كل مضطر ألا إن بيع المضطرين حرام، ألا إن بيع المضطرين حرام، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله إن كان عندك معروف فعد به على أخيك، وإلا فلا تزده هلاكًا إلى هلاكه" (٧). هذا حديث غريب من هذا الوجه، وفي إسناده ضعف. وقال سفيان الثوري: عن أبي يونس الحسن بن يزيد قال: قال مجاهد لا يتأولن أحدكم هذه الآية: ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ﴾ إذا كان عند أحدكم ما يقيمه، فليقصد فيه، فإن الرزق مقسوم (٨).

﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (٤٠) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ (٤١) فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (٤٢)﴾.

يخبر تعالى أنه يقرع المشركين يوم القيامة على رؤوس الخلائق، فيسأل الملائكة الذين كان المشركون يزعمون أنهم يعبدون الأنداد التي هي على صورهم ليقربوهم إلى الله زُلفى، فيقول للملائكة: ﴿أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ﴾ أي: أنتم أمرتم هؤلاء بعبادتكم، كما قال تعالى في


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة الإسراء آية ٢٩.
(٢) تقدم تخريجه في تفسير سورة الإسراء آية ٢٩.
(٣) تقدم تخريجه في تفسير سورة البقرة آية ٢١٢.
(٤) كذا في (مح) وترجمته، وفي الأصل و (حم) صُحف إلى: "المكوثر".
(٥) سنده ضعيف لأن مكحولًا. رواه بلاغًا ولم يسمع من حذيفة، وكوثر بن حكيم ضعيف ويروي أحاديث باطلة (لسان الميزان ٤/ ٤٩٠).
(٦) كذا في (مح) و (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: "المكوثر".
(٧) عزاه الحافظ ابن حجر (المطالب العالية ١/ ٢٦١) إلى أبي يعلى في مسنده وكذا السيوطي في الدر المنثور وضعف سنده، وسنده كسابقه، وضعفه الحافظ ابن كثير.
(٨) سنده صحيح ونسبه السيوطي إلى ابن أبي حاتم وابن المنذر.