للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رسول الله أنه قال: "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" (١).

﴿وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ﴾ ولهذا كان محظورًا عليهم في الدنيا، فأباحه الله تعالى لهم في الآخرة، وثبت في الصحيح أن رسول الله قال: "من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة" وقال: "هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة" (٢).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا عمرو بن سواد السرحي، أخبرنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن الحسن، عن أبي هريرة قال: إن أبا أُمامة حدث أن رسول الله حدثهم، وذكر حلي أهل الجنة فقال: "مُسوَّرون بالذهب والفضة مُكلَّلة بالدرِّ، وعليهم أكاليل من درٍّ وياقوت متواصلة، وعليهم تاج كتاج الملوك، شباب جرد مُرد مكحَّلون" (٣)

﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ﴾ وهو الخوف من المحذور، أزاحه عنا وأراحنا مما كنا نتخوفه ونحذره من هموم الدنيا والآخرة.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: عن أبيه، عن ابن عمر ، قال: قال رسول الله : "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم، وكأني بأهل لا إله إلا الله ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن" (٤) رواه ابن أبي حاتم من حديثه.

وقال الطبراني: حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا موسى بن يحيى المروزي، حدثنا سليمان بن عبد الله بن وهب الكوفي، عن عبد العزيز بن حكيم، عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في الموت ولا في القبور ولا في النشور، وكأني أنظر إليهم عند الصيحة ينفضون رؤوسهم من التراب يقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، إن ربنا لغفور شكور" (٥).

قال ابن عباس وغيره: غفر لهم الكثير من السيئات، وشكر لهم اليسير من الحسنات (٦)

﴿الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ﴾ يقولون الذي أعطانا هذه المنزلة وهذا المقام من فضله ومَنّه ورحمته، لم تكن أعمالنا تساوي ذلك، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله قال: "لن يدخل أحدًا منكم عمله الجنة" قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "ولا أنا إلا أن يتغمدني الله تعالى برحمة منه وفضل" (٧).

﴿لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ﴾ أي: لا يمسنا فيها عناء ولا إعياء. والنصب


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة الحج آية ٢٣.
(٢) تقدم تخريجه في تفسير سورة الحج آية ٢٣.
(٣) سنده ضعيف لأن الحسن لم يسمع من أبي هريرة .
(٤) سنده ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأخرجه ابن عدي من الطريق نفسه وأعله بعبد الرحمن بن زيد (الكامل ٤/ ٢٧١)، وقال المنذري: في متنه نكارة (الترغيب والترهيب ٢/ ٤١٦).
(٥) نسبه الهيثمي إلى الطبراني وقال: وفيه جماعة لم أعرفهم (مجمع الزوائد ١٠/ ٣٣٣).
(٦) عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم بنحوه.
(٧) أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة (صحيح البخاري، المرضى، باب تمني المريض الموت ح ٥٦٧٣، وصحيح مسلم، صفات المنافقين وأحكامهم ح ٢٨١٦).