للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عبد الله بن المبارك: عن معمر، عن رجل، عن وهب بن منبه في قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ قال: عشرين سنة (١).

وقال هشيم، عن منصور: عن زاذان، عن الحسن في قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ قال: أربعين سنة (٢).

وقال هشيم أيضًا: عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق أنه كان يقول: إذا بلغ أحدكم أربعين سنة، فليأخذ حذره من الله ﷿ (٣)، وهذه رواية عن ابن عباس فيما قال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا بشر بن المفضل، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن مجاهد قال: سمعت ابن عباس يقول: العمر الذي أعذر الله تعالى لابن آدم ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ أربعون سنة (٤)، هكذا رواه من هذا الوجه عن ابن عباس به، وهذا القول هو اختيار ابن جرير، ثم رواه من طريق الثوري وعبد الله بن إدريس، كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خُثيم، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: العمر الذي أعذر الله فيه لابن آدم في قوله: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ ستون سنة (٥)، فهذه الرواية أصح عن ابن عباس ، وهي الصحيحة في نفس الأمر أيضًا، لما ثبت في ذلك من الحديث كما سنورده، لا كما زعمه ابن جرير من أن الحديث لم يصح في ذلك، لأن في إسناده من يجب التثبت في أمره (٦).

وقد روى أصبغ بن نباتة، عن علي أنه قال: العمر الذي عيرهم الله به في قوله: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ ستون سنة (٧).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا دُحيم، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني إبراهيم بن الفضل المخزومي، عن ابن أبي حسين المكي، أنه حدثه عن عطاء هو ابن رباح، عن ابن عباس أن النبي قال: "إذا كان يوم القيامة، قيل: أين أبناء الستين؟ وهو العمر الذي قال الله تعالى فيه ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ﴾ " (٨). وكذا رواه ابن جرير عن علي بن شعيب، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك به (٩)، وكذا رواه الطبراني من طريق ابن أبي فديك به (١٠)، وهذا الحديث فيه نظر لحال إبراهيم بن الفضل، والله أعلم.

حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن رجل من بني غفار،


(١) سنده ضعيف لإبهام شيخ معمر.
(٢) في سنده زاذان لين الحديث (التقريب ص ٦٨٤).
(٣) أخرجه الطبري من طريق هشيم به، وفي سنده مجالد فيه مقال.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح وقال الحافظ ابن كثير فهذه الرواية أصح.
(٦) ذكره الطبري بنحوه.
(٧) سنده ضعيف جدًا لأن أصبغ بن نابتة مثروك (التقريب ص ١١٣).
(٨) أعله الحافظ ابن كثير بإبراهيم بن الفضل، وضعفه الهيثمي (مجمع الزوائد ٧/ ٩٧).
(٩) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده كسابقه.
(١٠) أخرجه الطبراني من طريق إبراهيم بن الفضل به (المعجم الكبير ١١/ ١٧٧ ح ١١٤١٥) وسنده كسابقه.