للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الترمذي عند تفسيره هذه الآية الكريمة عن محمد بن الوزير به، ثم قال: حسن غريب من حديث الثوري، ورواه ابن جرير، عن سليمان بن عمر بن خالد الرقي، عن ابن المبارك، عن سفيان الثوري، عن طريف - وهو ابن شهاب أبو سفيان السعدي - عن أبي نضرة به (١).

وقد روي من غير طريق الثوري فقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا عباد بن زياد الساجي، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، عن سعيد الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ، قال: إن بني سلمة شكوا إلى رسول الله بُعد منازلهم من المسجد، فنزلت ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ فأقاموا في مكانهم.

وحدثنا محمد بن المثنى، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد ، عن النبي بنحوه (٢)، وفيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية، والسورة بكاملها مكية، فالله أعلم.

الحديث الثالث: قال ابن جرير: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس ، قال: كانت منازل الأنصار متباعدة من المسجد، فأرادوا أن ينتقلوا إلى المسجد، فنزلت ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ فقالوا: نثبت مكاننا (٣)، هكذا رواه، وليس فيه شيء مرفوع. ورواه الطبراني عن عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، عن محمد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، عن سماك، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد، فأرادوا أن يتحولوا إلى المسجد، فنزلت ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ فثبتوا في منازلهم (٤).

الحديث الرابع: قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثني حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو ، قال: توفي رجل في المدينة فصلى عليه النبي : وقال: "يا ليته مات في غير مولده"، فقال رجل من الناس: ولمَ يا رسول الله؟ فقال رسول الله : "إن الرجل إذا توفي في غير مولده، قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة (٥)، ورواه النسائي عن يونس بن عبد الأعلى، وابن ماجه عن حرملة، كلاهما عن ابن وهب، عن حيي بن عبد الله به (٦).


(١) السنن، التفسير، باب ومن سورة يس (ح ٣٢٢٦) وسنده كسابقه.
(٢) يشهد له ما تقدم بدون ذكر نزول الآية.
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده سماك بن حرب وفي روايته عن عكرمة اضطراب. وأخرجه ابن ماجه من طريق وكيع عن إسرائيل به (السنن، المساجد والجماعات، باب الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرًا ح ٧٨٥) وأعله البوصيري أيضًا بسماك.
(٤) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ١٢/ ٨ ح ١٢٣١٠) وسنده كسابقه.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١١/ ٢٣٦ ح ٦٦٥٦) وضعف سنده محققوه لضعف حيي بن عبد الله المعافري.
(٦) سنن النسائي، الجنائز، باب الموت بغير مولده ٤/ ٧، ٨، وسنن ابن ماجه، الجنائز، باب ما جاء فيمن مات غريبًا (ح ١٦١٤) وسنده ضعيف كسابقه.