للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(يكفي) (١) بنا فضلًا على من غيرنا … حب النبي محمد إيانا

قال: ويجوز أن تكون "بعوضة" منصوبةً بحذف الجار وتقدير الكلام: إن اللّه لا يستحي أن يضرب مثلًا ما بين بعوضة إلى ما فوقها [وهذا الذي اختاره الكسائي والفراء.

وقرأ الضحاك، وإبراهيم بن أبي عبلة "بعوضة" - بالرفع (٢). قال ابن جني: وتكون صلةً لـ"ما" وحذف العائد، كما في قوله: ﴿تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ﴾ [الأنعام: ١٥٤] (أي على الذي هو أحسن) (٣).

وحكى سيبويه: ما أنا بالذي قائل لك شيئًا؛ (أي) (٤) (يعني) (٥) (بالذي هو قائل لك شيئًا) (٦)].

وقوله تعالى: ﴿فَمَا فَوْقَهَا﴾: فيه قولان:

أحدهما: فما دونها في الصغر والحقارة؛ كما إذا وصف رجل باللؤم والشح، فيقول السامع: نعم، وهو فوق ذلك - يعني: فيما وصفت. [وهذا قول الكسائي، وأبي عبيدة؛ (قاله) (٧) الرازي (٨)، وأكثر] (٩) [المحققين.

[(وفي الحديث (١٠): "لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة لما سقى كافرًا منها شربة ماء") (١١)] (١٢).


(١) كذا في (ع) و (ك) و (ل) و (ن) و (هـ)؛ وفي (ج) و (ي): "فكفى"؛ وفي (ز): "وكفى" وهو الموافق لما في "تفسير الطبري" (١/ ٤٠٤).
(٢) [وهي قراءة شاذة].
(٣) ساقط من (ج)؛ وفي (ك): "أي على الذي أحسن هو أحسن".
(٤) ساقط من (ك).
(٥) من (ج) و (ك) و (ن).
(٦) ساقط من (ك).
(٧) كذا في (ن). وفي جميع الأصول: "قال".
(٨) في "تفسيره" (١/ ١٤٨، ١٤٩).
(٩) ساقط من (ز).
(١٠) أخرجه الترمذي (٢٣٢٠)؛ والعقيلي في "الضعفاء" (٣/ ٤٦)؛ وابن عدي في "الكامل" (٥/ ١٩٥٦)؛ وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٢٥٣)؛ والبيهقي في "الشعب" (٧/ ٣٢٥) عن عبد الحميد بن سليمان.
وابن ماجه (٤١١٠)؛ والحاكم (٤/ ٣٠٦)؛ والبيهقي في "الشعب" عن زكريا بن منظور. والطبراني في "الكبير" (ج ٦/ رقم ٥٩٢١) عن زمعة بن صالح ثلاثتهم عن أبي حازم، عن سهل بن سعد مرفوعًا. فذكره. قال الترمذي: "هذا حديث صحيح غريب من هذا الوجه".
(*) قلت: الرواة الثلاثة عن أبي حازم ضعفاء. وقال الحاكم: "صحيح الإسناد"! فرده الذهبي بقوله: "زكريا ضعفوه" ولكن للحديث شاهد عن أبي هريرة أخرجه البزار (٣٦٩٣)؛ وابن عدي (٦/ ٢٢٣٥)؛ والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٤٤٠) وفي إسناده صالح مولى التوأمة وكان اختلط؛ وأخرجه ابن أبي الفوارس في "المنتقى من حديث المخلص" (ق ٢/ ١٠٥)؛ والبيهقي في "الشعب" (ج ٧/ رقم ١٠٤٧٠) من طريق أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا مثله. وأبو معشر ضعيف. ثم وقفت له على طريق آخر صحيح. أخرجه ابن بشران في "الأمالي (ج ٢٢/ ق ٢/ ٢٤١) قال: أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا محمد بن بشر، ثنا أحمد بن حاتم، ثنا محمد بن عجلان، ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة مرفوعًا مثله. وهذا سند صحيح، ولم يذكره كل من تكلم على الحديث ممن وقفت عليهم فللَّه الحمد. وأبو سهل القطان ثقة، مترجم في "تاريخ بغداد" (٥/ ٤٥، ٤٦)، ومحمد بن بشر هو ابن مطر أبو بكر الوراق، ترجمه الخطيب (٢/ ٩٠) ونقل عن إبراهيم الحربي: "صدوق لا يكذب" وقال الدارقطني: "ثقة". وأحمد بن حاتم هو ابن يزيد الطويل، ترجمه الخطيب أيضًا ونقل توثيقه عن عبد الله بن أحمد والدارقطني وابن معين، وبقية رجاله ثقات معروفون. وله طرق أخرى عن أبي هريرة وشواهد عن الصحابة ذكرتها في "التسلية".
(١١) ساقط من (ك).
(١٢) ساقط من (ز).