للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أيوب ، فلذلك رخص له في ذلك، وقد أغنى الله هذه الأمة بالكفارة] (١)

﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (٤٥) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (٤٧) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (٤٨) هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩)﴾.

يقول مخبرًا عن فضائل عباده المرسلين وأنبيائه العابدين ﴿وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (٤٥)﴾ يعني بذلك العمل الصالح والعلم النافع والقوة في العبادة والبصيرة النافذة.

قال علي بن أبي طلحة: عن ابن عباس ﴿أُولِي الْأَيْدِي﴾ يقول أولي القوة والعبادة ﴿وَالْأَبْصَارِ﴾ يقول الفقه في الدين (٢).

وقال مجاهد: ﴿أُولِي الْأَيْدِي﴾ يعني: القوة في طاعة الله تعالى والأبصار يعني: البصر في الحق (٣).

وقال قتادة والسدي: أعطوا قوة في العبادة وبصرًا في الدين (٤).

وقوله: ﴿إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (٤٦)﴾ قال مجاهد: أي: جعلناهم يعملون للآخرة ليس لهم غيرها (٥) وكذا قال السدي: ذكرهم للآخرة وعملهم لها (٦).

وقال مالك بن دينار: نزع الله تعالى من قلوبهم حب الدنيا وذكرها وأخلصهم بحب الآخرة وذكرها، وكذا قال عطاء الخراساني.

وقال سعيد بن جبير يعني بالدار: الجنة يقول أخلصناها لهم بذكرهم لها.

وقال في رواية أخرى: ذكرى الدار عقبى الدار (٧).

وقال قتادة: كانوا يذكرون الناس الدار الآخرة والعمل لها (٨).

وقال ابن زيد: جعل لهم خاصة أفضل شيء في الدار الآخرة (٩).

وقوله: ﴿وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (٤٧)﴾ أي: لمن المختارين المجتبين الأخيار فهم أخيار مختارون.

وقوله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (٤٨)﴾ قد تقدم الكلام على


(١) زيادة من (حم).
(٢) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي به.
(٣) أخرجه آدم والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٤) قول قتادة أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عنه، وقول السدي أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عنه.
(٥) أخرجه الطبري من طريق ابن جريج عن مجاهد وهو لم يسمع منه.
(٦) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي.
(٧) أخرجه الطبري بسند فيه ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي وهو ضعيف.
(٨) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة.
(٩) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد.