للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رِزْقًا﴾ وهو المطر الذي يخرج به من الزروع والثمار ما هو مشاهد بالحسِّ من اختلاف ألوانه وطعومه وروائحه وأشكاله وألوانه وهو ماء واحد فبالقدرة العظيمة فاوتَ بين هذه الأشياء ﴿وَمَا يَتَذَكَّرُ﴾ أي: يعتبر ويتفكر في هذه الأشياء ويستدل بها على عظمة خالقها ﴿إِلَّا مَنْ يُنِيبُ﴾ أي: من هو بصير منيب إلى الله .

وقوله: ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (١٤)﴾ أي: فأخلصوا لله وحده العبادة والدعاء وخالفوا المشركين في مسلكهم ومذهبهم.

قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن نمير، حدثنا هشام يعني ابن عروة بن الزبير، عن أبي الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي قال: كان عبد الله بن الزبير يقول في دبر كل صلاة حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، قال: وكان رسول الله يهلل بهنَّ دبر كل صلاة (١)، ورواه مسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن هشام بن عروة وحجاج بن أبي عثمان وموسى بن عقبة ثلاثتهم عن أبي الزبير، عن عبد الله بن الزبير قال: كان رسول الله يقول في دبر كل صلاة: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" وذكر تمامه (٢).

وقد ثبت في الصحيح عن ابن الزبير أن رسول الله كان يقول عقب الصلوات المكتوبات: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون" (٣).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا [الربيع، حدثنا الخصيب بن ناصع] (٤)، حدثنا صالح يعني المري، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي قال: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله تعالى لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه" (٥).

﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (١٥) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (١٦) الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (١٧)﴾.

يقول تعالى مخبرًا عن عظمته وكبريائه وارتفاع عرشه العظيم العالي على جميع مخلوقاته


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ٤) وسنده صحيح.
(٢) صحيح مسلم، المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة (ح ٥٩٤)، وسنن أبي داود، أبواب الوتر، باب ما يقول الرجل إذا سلَّم (ح ١٥٠٧) وسنن النسائي، الصلاة، باب عدد التهليل والذكر بعد التسليم ٣/ ٧٠.
(٣) ينظر تخريج الرواية السابقة في صحيح مسلم.
(٤) كذا في (حم) و (مح)، وفي الأصل صحف إلى: الربيع بن الحصيب ثنا ناصح.
(٥) سنده ضعيف جدًا لضعف صالح بن بشير المري، وهو يروي أحيانًا الموضوعات كما قال ابن حبان (المجروحين ١/ ٣٧٢)، وابن عدي (الكامل ٤/ ١٣٨٠).