للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا ثم قال للذي في يساره: "هذا كتاب أهل النار بأسمائهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدًا" فقال أصحاب رسول الله : فلأي شيء نعمل إن كان هذا الأمر قد فرغ منه؟ قال رسول الله : "سددوا وقاربوا فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل" ثم قال بيده فقبضها ثم قال: "فرغ ربكم ﷿ من العباد، ثم قال باليمنى فنبذ بها فقال: فريق في الجنة -ونبذ باليسرى وقال:- فريق في السعير" (١). وهكذا رواه الترمذي والنسائي جميعًا عن قتيبة، عن الليث بن سعد وبكر بن مضر كلاهما عن أبي قبيل، عن شفي بن مانع الأصبحي، عن عبد الله بن عمرو به، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب (٢). وساقه البغوي في تفسيره من طريق بشر بن بكر، عن سعيد بن عثمان، عن أبي الزاهرية، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي فذكره بنحوه وعنده زيادات منها: "ثم قال: فريق في الجنة وفريق في السعير عدل من الله ﷿" (٣)، ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه، عن عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث به ورواه ابن جرير، عن يونس، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي قبيل، عن شفي، عن رجل من الصحابة فذكره (٤).

ثم روي عن يونس، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث وحيوة بن شريح، عن يحيى بن أبي أُسيد أن أبا فراس حدثه أنه سمع عبد الله بن عمرو قال: إن الله تعالى يقول: إن الله تعالى لما خلق آدم نفضه نفض المزود وأخرج منه كل ذريته، فخرج أمثال النغف (٥) فقبضهم قبضتين ثم قال: شقي وسعيد ثم ألقاهما ثم قبضهما فقال: فريق في الجنة وفريق في السعير (٦)، وهذا الموقوف أشبه بالصواب، والله أعلم.

وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد يعني: ابن سلمة أخبرنا الحريري، عن أبي نضرة قال: إن رجلًا من أصحاب النبي يقال له أبو عبد الله دخل عليه أصحابه يعني: يزورونه فوجدوه يبكي، فقالوا له: ما يبكيك؟ ألم يقل لك رسول الله : خذ من شاربك ثم أقرَّه حتى تلقاني؟ قال: بلى، ولكن سمعت رسول الله يقول: "إن الله تعالى قبض بيمينه قبضة وأخرى باليد الأخرى قال: هذه لهذه، وهذه لهذه ولا أبالي" فلا أدري في أي القبضتين أنا (٧).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١١/ ١٢١ - ١٢٣ ح ٦٥٦٣) وضعف سنده محققوه بسبب ما قيل في أبي قَبيل.
(٢) سنن الترمذي، القدر، باب ما جاء إن الله كتب كتابًا لأهل الجنة وأهل النار (ح ٢١٤١)، والسنن الكبرى، التفسير (ح ١١٤٧٣)، وفي سنده أيضًا أبو قبيل.
(٣) معالم التنزيل ٤/ ١٢٠.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده أيضًا أبو قَبيل.
(٥) أي: الدود.
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه. في سنده يحيى بن أبي أُسيد ذكره البخاري وسكت عنه (التاريخ الكبير ٨/ ٢٦١) وكذا ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل ٩/ ١٢٩).
(٧) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢٩/ ١٣٤ ح ١٧٥٩٣) وصحح سنده محققوه.