للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: سمعت رسول الله يقول: "في الجنة بحر اللبن وبحر الماء وبحر العسل وبحر الخمر، ثم تشقق الأنهار منها بعد" (١). ورواه الترمذي في صفة الجنة عن محمد بن بشار، عن يزيد بن هارون، عن سعيد بن أبي إياس الجريري وقال: حسن صحيح (٢).

وقال أبو بكر بن مردويه: حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الحارث بن عبيد أبو قدامة الإيادي، حدثنا أبو عمران الجوني، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس، عن أبيه قال: قال رسول الله : "هذه الأنهار تَشخُبُ من جنة عدن في جوبة (٣) ثم تصدع بعد أنهارًا" (٤).

وفي الصحيح: "إذا سألتم الله تعالى فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن" (٥).

وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا مصعب بن حمزة الزبيري وعبد الله بن الصفر السكري قالا: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا عبد الرحمن بن المغيرة، حدثني عبد الرحمن بن عياش، عن دلهم بن الأسود قال دلهم، وحدثنيه أيضًا أبو الأسود، عن عاصم بن لُقيط قال: إن لقيط بن عامر خرج وافدًا إلى رسول الله قلت: يا رسول الله فعلام نطلع من الجنة؟ قال : "على أنهار عسل مصفى، وأنهار خمر ما بها من صداع ولا ندامة، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وماء غير آسن، وفاكهة لعمر إلهك ما تعلمون وخير من مثله، وأزواج مطهرة" قلت: يا رسول الله أولنا فيها زوجات مصلحات؟ قال: "الصالحات للصالحين تلذونهن مثل لذاتكم في الدنيا ويلذونكم، غير أن لا توالد" (٦).

وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا: حدثنا يعقوب بن عبيدة، عن يزيد بن هارون، أخبرني الجريري، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، عن أنس بن مالك قال: لعلكم تظنون أن أنهار الجنة تجري في أُخدود في الأرض والله إنها لتجري سائحة على وجه الأرض، حافاتها قباب اللؤلؤ وطينها المسك الأذفر (٧) (٨). وقد رواه أبو بكر بن مردويه من حديث مهدي بن


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٣/ ٢٤٦ ح ٢٠٠٥٢) وحسن سنده محققوه.
(٢) سنن الترمذي، صفة الجنة، باب ما جاء في صفة أنهار الجنة (ح ٢٥٧١)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (ح ٢٠٧٨).
(٣) أي: الحفرة.
(٤) في سنده الحارث بن عبيد وهو صدوق يخطئ (التقريب ص ١٤٦) ويشهد له لاحقه، وأخرجه الإمام أحمد من طريق الحارث به (المسند ٣٢/ ٥٠٥ ح ١٩٧٣١) وضعفه محققوه.
(٥) تقدم تخريجه في تفسير سورة آل عمران آية ١٣٣.
(٦) أخرجه الطبراني مطولًا (المعجم الكبير ١٩/ ٢١١)، وأخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على المسند من طريق عبد الرحمن بن المغيرة الحزامي به مطولًا (المسند ٢٦/ ١٢١ - ١٢٨) وقال محققوه: إسنادهُ ضعيف مسلسل بالمجاهيل عبد الرحمن بن عياش، ودلهم بن الأسود، وأبوه الأسود بن عبد الله بن حاجب مجهولون.
(٧) أي: الجيد للغاية.
(٨) أخرجه أبو نعيم من طريق يزيد بن هارون به (الحلية ٦/ ٢٠٥)، وسنده ضعيف لأن الجريري وهو سعيد بن =