للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أحمد أيضًا: حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا الحسين بن واقد، حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن [المغفل] (١) المزني قال: كنا مع رسول الله في أصل الشجرة التي قال تعالى في القرآن، وكان يقع من أغصان تلك الشجرة على ظهر رسول الله وعلي بن أبي طالب . وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله لعلي: "اكتب بسم الله الرحمن الرحيم" فأخذ سهيل بيده وقال: ما نعرف الرحمن الرحيم، اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال: اكتب "باسمك اللهم"، وكتب: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة" فأمسك سهيل بن عمرو بيده وقال: لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف، فقال: اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله "فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابًا عليهم السلاح، فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله ، فأخذ الله تعالى بأسماعهم فقمنا إليهم فأخذناهم" فقال رسول الله : "هل جئتم في عهد أحد؟ أو هل جعل لكم أحدًا أمانًا؟ " فقالوا: لا، فخلى سبيلهم فأنزل الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ﴾ (٢) الآية. رواه النسائي من حديث حسين بن واقد به (٣).

وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يعقوب القمي، حدثنا جعفر، عن ابن أبزى قال: لما خرج النبي بالهدي وانتهى إلى ذي الحليفة قال له عمر: يا نبي الله، تدخل على قوم لك حرب بغير سلاح ولا كراع (٤)؟ قال: فبعث إلى المدينة فلم يدع فيها كراعًا ولا سلاحًا إلا حمله، فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل فسار حتى أتى منى، فنزل بمنى [فأتاه عينه] (٥) أن عكرمة بن أبي جهل قد خرج عليك في خمسمائة، فقال لخالد بن الوليد: "يا خالد هذا ابن عمك قد أتاك في الخيل" فقال خالد: أنا سيف الله وسيف رسوله، فيومئذٍ سمي سيف الله، فقال: يا رسول الله ابعثني أين شئت، فبعثه على خيل فلقي عكرمة (٦) في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، ثم عاد في الثانية فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، ثم عاد في الثالثة فهزمه حتى أدخله حيطان مكة، فأنزل الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ﴾ إلى ﴿عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [الفتح: ٢٥] قال فكفَّ الله النبي عنهم من بعد أن أظفره عليهم [لبقايا] (٧) من المسلمين كانوا [بقوا فيها] (٨) كراهية أن تطأهم الخيل (٩)، ورواه ابن أبي حاتم عن ابن أبزى بنحوه (١٠)، وهذا السياق فيه نظر فإنه


= (ح ١٨٠٨)، وسنن أبي داود، الجهاد، باب في المن على الأسير بغير فداء (ح ٢٦٨٨) وسنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة الفتح (ح ٣٢٦٤)، والسنن الكبرى للنسائي، التفسير (ح ١١٥١٠).
(١) كذا في المسند، وفي (مح)، والأصل: "المغفل".
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٢٧/ ٣٥٤، ٣٥٥ ح ١٦٨٠٠) وصحح سنده محققوه.
(٣) السنن الكبرى، التفسير (ح ١١٥١١)، وأخرجه الحاكم من طريق الحسين بن واقد به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٣/ ٤٦٠).
(٤) أي: الخيل.
(٥) زيادة من (حم) و (مح)، وفي الأصل بياض.
(٦) أي: ابن أبي جهل.
(٧) في الأصل بياض واستدرك من (حم) و (مح).
(٨) في الأصل بياض واستدرك من (حم) و (مح).
(٩) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لإرساله وأن ابن حميد وهو محمد بن حميد الرازي ضعيف.
(١٠) سنده ضعيف لإرساله، وفي متنه غرابة كما قرر الحافظ ابن كثير.