للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تَزَيَّلُوا﴾ أي: لو تميز الكفار من المؤمنين الذين بين أظهرهم ﴿لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ أي: لسلطناكم عليهم فلقتلتموهم قتلًا ذريعًا.

قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج، حدثنا عبد الرحمن بن أبي عباد المكي، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد مولى بني هاشم، حدثنا حجر بن خلف قال: سمعت عبد الله بن عوف يقول: سمعت جنيد بن سبع يقول: قاتلت رسول الله أول النهار كافرًا، وقاتلت معه آخر النهار مسلمًا، وفينا نزلت ﴿وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ﴾ قال: كنا تسعة نفر سبعة رجال وامرأتين (١). ثم رواه من طريق أخرى عن محمد بن عباد المكي به، وقال فيه، عن أبي جمعة جنيد بن سبع … فذكره (٢)، والصواب أبو جعفر حبيب بن سباع، ورواه ابن أبي حاتم من حديث حجر بن خلف به قال: كنا ثلاثة رجال وتسع نسوة، وفينا نزلت ﴿وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ﴾.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا علي بن الحسين، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة، عن أبي حمزة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ يقول لو تزيل الكفار من المؤمنين لعذبهم الله عذابًا أليمًا بقتلهم إياهم (٣).

وقوله: ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ وذلك حين أبوا أن يكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم، وأبوا أن يكتبوا هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ وهي قول: "لا إله إلا الله" كما قال ابن جرير وعبد الله ابن الإمام أحمد. حدثنا الحسن بن قَزَعة أبو علي البصري، حدثنا سفيان بن حبيب، حدثنا شعبة، عن ثوير، عن أبيه، عن الطفيل، يعني ابن أُبي بن كعب، عن أبيه ، أنه سمع رسول الله يقول: ﴿وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى﴾ قال: "لا إله إلا الله" (٤). وكذا رواه الترمذي عن الحسن بن قزعة، وقال غريب لا نعرفه إلا من حديثه، وسألت أبا زرعة عنه فلم يعرفه إلا من هذا الوجه (٥).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمن قال: لا


(١) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ٢/ ٢٩٠ ح ٢٢٠٤)، وأخرجه أبو يعلى من طريق حجر بن خلف به (المسند ٣/ ١٢٩ ح ١٥٦٠) قال الهيثمي: رواه الطبراني بإسنادين، رجال أحدهما ثقات (مجمع الزوائد ٧/ ١٠٧) وجود سنده السيوطي في الدر المنثور، أما السند الآخر فهو كما يلي.
(٢) أخرجه الطبراني (المعجم الكبير ٤/ ٢٩ ح ٣٥٤٣).
(٣) سنده حسن وأبو حمزة هو محمد بن ميمون أبو حمزة السكري (ينظر تهذيب التهذيب ٥/ ٣١٣ و ٩/ ٤٨٦).
(٤) أخرجه الطبري وعبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على المسند كلاهما عن الحسن بن قَزَعة به (المسند ٣٥/ ١٧٦ ح ٢١٢٥٥) وضعف سنده محققوه لضعف ثوير وهو ابن أبي فاختة، وله شواهد مأثورة عن الصحابة والتابعين كما سيأتي.
(٥) سنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة الفتح (ح ٣٢٦٥).