للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيخر بين يديك مشويًا" (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن عامر الأحول، عن أبي بكر الصديق ، عن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله قال: "إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة" (٢) ورواه الترمذي وابن ماجه، عن بندار، عن معاذ بن هشام به (٣). وقال الترمذي حسن غريب وزاد: [كما] (٤) اشتهى.

وقوله تعالى: ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ كقوله تعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦] وقد تقدم في صحيح مسلم عن صهيب بن سنان الرومي أنها النظر إلى وجه الله الكريم (٥). وقد روى البزار وابن أبي حاتم من حديث شريك القاضي، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن أنس بن مالك في قوله ﷿: ﴿وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ قال: يظهر لهم الرب ﷿ في كل جمعة (٦). وقد رواه الإمام أبو عبد الله الشافعي مرفوعًا فقال في مسنده: أخبرنا إبراهيم بن محمد، حدثني موسى بن عبيدة، حدثني أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة، عن عبد الله بن عمير أنه سمع أنس بن مالك يقول: أتى جبرائيل بمرآة بيضاء فيها نكتة إلى رسول الله فقال رسول الله : "ما هذه؟ " فقال: هذه الجمعة فضلت بها أنت وأمتك، فالناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى ولكم فيها خير، ولكم فيها ساعة لا يوافقها مؤمن، يدعو الله تعالى فيها بخير إلا استجيب له وهو عندنا يوم المزيد.

قال النبي : "يا جبريل وما يوم المزيد؟ " قال : إن ربك اتخذ في الفردوس واديًا أفيح فيه كثب المسك، فإذا كان يوم الجمعة أنزل الله تعالى ما شاء من ملائكته، وحوله منابر من نور عليها مقاعد النبيين، وحفت تلك المنابر بمنابر من ذهب مكللة بالياقوت والزبرجد عليها الشهداء والصديقون، فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب، فيقول الله ﷿: أنا ربكم قد صدقتكم وعدي فسلوني أعطكم، فيقولون: ربنا نسألك رضوانك، فيقول: قد رضيت عنكم ولكم علي ما تمنيتم ولدي مزيد. فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش وفيه خلق آدم وفيه تقوم الساعة. هكذا أورده الإمام الشافعي في كتاب الجمعة من الأُم (٧)، وله طرق عن أنس بن مالك ، وقد أورد ابن جرير هذا الحديث من رواية عثمان بن عمير، عن أنس بأبسط من هذا، وذكر ههنا أثرًا


(١) أخرجه العقيلي (الضعفاء الكبير ١/ ٢٦٨)، وابن عدي (الكامل ٦/ ٦٨٩) وكلاهما ضعفه.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١٧/ ١١٦ ح ١١٠٦٣) وحسن سنده محققوه.
(٣) سنن الترمذي، صفة الجنة، باب ما جاء ما لأدنى أهل الجنة من الكرامة (ح ٢٥٦٦)، وسنن ابن ماجه الزهد، باب صفة الجنة (ح ٤٣٣٨) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٣٥٠٠).
(٤) زيادة من (حم) و (مح)، وفي الأصل: "بياض".
(٥) تقدم تخريجه في تفسير سورة يونس آية ٢٦.
(٦) سنده ضعيف لأن عثمان بن عمير ضعيف واختلط وكان يدلس ويغلو في التشيع. (التقريب ص ٣٨٦).
(٧) أخرجه الإمام الشافعي بسنده ومتنه (الأُم ١/ ١٨٥). وسنده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة وهو الربذي كما في التقريب.