للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي قال: لقي ابن عباس كعبًا بعرفة فسأله عن شيء، فكبَّر حتى جاوبته الجبال، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم، فقال كعب: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين.

وقال مسروق: دخلت على عائشة فقلت: هل رأى محمد ربه، فقالت: لقد تكلمت بشيء قُفَّ له شعري فقلت: رويدًا، ثم قرأتُ ﴿لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (١٨)﴾ فقالت: أين يذهب بك إنما هو جبريل، من أخبرك أن محمدًا رأى ربه أو كتم شيئًا مما أمر به أو [يعلم الخمس التي] (١) قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ﴾ [لقمان: ٣٤] فقد أعظم على الله الفرية [ولكنه رأى] (٢) جبريل، لم يره في صورته إلا مرتين: مرة عند سدرة المنتهى، ومرة في أجياد وله ستمائة جناح قد سدَّ الأفق (٣).

وقال النسائي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد عليهم الصلاة والسلام (٤).

وفي صحيح مسلم عن أبي ذرٍّ قال: سألت رسول الله : هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنَّى أراه" (٥)، وفي رواية: "رأيت نورًا" (٦).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب قال: قالوا: يا رسول الله رأيت ربك؟ قال: "رأيته بفؤادي مرتين" ثم قرأ ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١)﴾. ورواه ابن جرير عن ابن حميد، عن مهران، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن بعض أصحاب النبي قال: قلنا يا رسول الله هل رأيت ربك؟ قال: "لم أره بعيني ورأيته بفؤادي مرتين" ثم تلا: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨)(٧).

ثم قال ابن أبي حاتم: وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، أخبرني عباد بن منصور قال: سألت عكرمة عن قوله: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١)﴾ فقال عكرمة: تريد أن أخبرك أنه قد رآه، قلت نعم، قال: قد رآه ثم قد رآه، قال: فسألت عنه الحسن فقال: قد رأى جلاله وعظمته ورداءه (٨).

وحدثنا أبي، حدثنا محمد بن مجاهد، حدثنا أبو عامر العقدي، أخبرنا أبو خلدة، عن أبي العالية قال: سئل رسول الله : هل رأيت ربك؟ قال: "رأيت نهرًا ورأيت وراء النهر حجابًا، ورأيت وراء الحجاب نورًا لم أر غيره" (٩). وذلك غريب جدًا، فأما الحديث الذي رواه الإمام


(١) زيادة من (حم) و (مح).
(٢) زيادة من (حم) و (مح).
(٣) المصدر السابق (ح ٣٢٧٤). وسنده ضعيف لضعف مجالد، وأما قول مسروق فقد أخرجه مسلم من طريق الشعبي عن مسروق (الصحيح، الإيمان، باب معنى قول الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)﴾ [النجم] ح ١٧٧).
(٤) أخرجه النسائي بسنده ومتنه (السنن الكبرى، التفسير، باب قوله تعالى: ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١)﴾ [النجم] ح ١١٥٣٩)، وأخرجه الحاكم من طريق إسحاق بن إبراهيم به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٤٦٩).
(٥) صحيح مسلم، الباب السابق (ح ١٧٨).
(٦) المصدر السابق (ح ١٧٨/ ٢٩٢).
(٧) سنده ضعيف لضعف موسى بن عبيدة وهو الربذي.
(٨) سنده ضعيف لأنه مرسل.
(٩) سنده ضعيف لأنه مرسل.