للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أحمد: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "رأيت ربي ﷿" (١). فإنه حديث إسناده على شرط الصحيح، لكنه مختصر من حديث المنام كما رواه الإمام أحمد أيضًا: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس أن رسول الله قال: "أتاني ربي الليلة في أحسن صورة - أحسبه يعني في النوم" - فقال: يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا، فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي - أو قال نحري - فعلمت ما في السماوات وما في الأرض. ثم قال: يا محمد، هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: نعم، يختصمون في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات؟ قال: قلت المكث في المساجد بعد الصلوات، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإبلاع الوضوء في المكاره، من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه، وقال: قل يا محمد إذا صليت: اللَّهمَّ إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون قال: "والدرجات بذل الطعام وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام" (٢). وقد تقدم في آخر سورة ص عن معاذ نحوه (٣).

وقد رواه ابن جرير من وجه آخر عن ابن عباس وفيه سياق آخر وزيادة غريبة فقال: حدثني أحمد بن عيسى التميمي، حدثني سليمان بن عمر بن سيار، حدثني أبي، عن سعيد بن زربي، عن عمر بن سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال النبي : "رأيت ربي في أحسن صورة فقال لي: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: لا يا ربِّ، فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماوات والأرض فقلت: يا ربِّ في الدرجات والكفارات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فقلت: يا ربِّ إنك اتخذت إبراهيم خليلًا وكلمت موسى تكليمًا وفعلت وفعلت، فقال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أضع عنك وزرك؟ ألم أفعل بك ألم أفعل بك؟ قال: فأفضى إليَّ بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها قال: فذاك قوله في كتابه: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (١١)﴾ فجعل نور بصري في فؤادي فنظرت إليه بفؤادي" (٤) إسناده ضعيف.


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤/ ٣٥٠، ٣٥١ ح ٢٥٧٩) وقال محققوه: صحيح موقوفًا، وهذا إسناد رجاله رجال الصحيح، وحماد بن سلمة، وهو من رجال مسلم، قال ابن سعد في الطبقات ٧/ ٢٨٢، ثقة كثير الحديث وربما حدث بالحديث المنكر، وقال البيهقي في الخلافيات فيما نقله الحافظ الذهبي في السير ٧/ ٤٥٢، لما طعن في السن ساء حفظه … فالاحتياط أن لا يحتج به فيما يخالف الثقات.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ٤٣٨ ح ٣٤٨٤)، وضعف سنده محققوه لأن أبا قلامة، واسمه عبد الله بن زيد الجرمي، لم يسمع من ابن عباس. وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية ١/ ٣٤ من طريق الإمام أحمد بن حنبل بهذا الإسناد.
(٣) تقدم تخريجه في تفسير سورة ص آية ٦٩.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده ضعيف لأن سعيد بن زربي منكر الحديث. (التقريب ص ٢٣٥).