للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى عن إسماعيل، حدثنا عامر قال: أتى مسروق عائشة فقال يا أُم المؤمنين هل رأى محمد ربه ﷿؟ قالت: سبحان الله لقد قُفَّ شعري لما قلت، أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب؟ من حدثك أن محمدًا رأى ربه فقد كذب ثم قرأت ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ﴾ [الأنعام: ١٠٣] ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ﴾ [الشورى: ٥١] ومن أخبرك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ [لقمان: ٣٤] الآية. ومن أخبرك أن محمدًا قد كتم فقد كذب، ثم قرأت ﴿يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ﴾ [المائدة: ٦٧] ولكنه رأى جبريل في صورته مرتين (١).

وقال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن الشعبي، عن مسروق قال: كنت عند عائشة فقلت: أليس الله يقول: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (٢٣)[التكوير] ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)﴾؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة سألت رسول الله عنها فقال: "إنما ذاك جبريل" (٢) لم يره في صورته التي خلق عليها إلا مرتين، رآه منهبطًا من السماء إلى الأرض سادًّا عظم خلقه ما بين السماء والأرض، أخرجاه في الصحيحين من حديث الشعبي به.

رواية أبي ذر:

قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا همام: حدثنا قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذرٍّ: لو رأيت رسول الله لسألته. قال: وما كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأى ربه ﷿؟ فقال: إني قد سألته فقال: "قد رأيته نورًا أنَّى أراه" (٣). هكذا وقع في رواية الإمام أحمد وقد أخرجه مسلم من طريقين بلفظين فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي ذرٍّ قال: سألت رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه" (٤).

وقال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا معاذ بن هشام، حدثنا أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذرٍّ: لو رأيت رسول الله لسألته. فقال: عن أي شيء تسأله؟ قال: قلت: كنت أسأله هل رأيت ربك؟ قال أبو ذرٍّ: قد سألته فقال: "رأيت نورًا" (٥).

وقد حكى الخلال في علله أن الإمام أحمد سئل عن هذا الحديث فقال: ما زلت منكرًا له وما أدري ما وجهه.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عون الواسطي، أخبرنا هشيم، عن منصور، عن الحكم، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي ذرٍّ قال: رآه بقلبه ولم يره بعينه (٦).


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ٢٤١) وسنده صحيح.
(٢) صحيح البخاري، التوحيد، باب قول الله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (٢٦)﴾ [الجن] (ح ٧٣٨٠)، وصحيح مسلم، الإيمان باب معنى قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣)﴾ [النجم] (ح ١٧٧/ ٢٩٠).
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٥/ ١٤٧) وسنده صحيح.
(٤) صحيح مسلم، الباب السابق (ح ١٧٨/ ٢٩١).
(٥) المصدر السابق (ح ١٧٨/ ٢٩٢).
(٦) متنه مخالف لما ثبت في الصحيح عن أبي ذرٍّ كما في سابقه.