للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كعب؛ قال: قال رسول الله : "لما ذاق آدم من الشجرة (فر) (١) هاربًا، فتعلقت شجرة بشعره، فنودي: يا آدم؛ أفرارًا مني؟ قال: بل حياءً منك. قال: يا آدم، أخرج من جواري، فبعزتي لا يساكنني فيها من عصاني، ولو خلقت مثلك ملء الأرض خلقًا، ثم عصوني، لأسكنتهم دار العاصين".

هذا حديث غريب، وفيه انقطاع؛ بل إعضال (٢) بين قتادة وأُبي بن كعب رضي الله (عنه) (٣).

وقال الحاكم (٤): حدثنا أبو بكر بن (بالويه) (٥)، عن محمد بن أحمد بن النضير، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن عمار بن أبي معاوية البجلي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ما (أُسكن) (٦) آدم الجنة إلا ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس. ثم قال: "صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".

[وقال عبد بن حميد في "تفسيره": حدثنا روح، عن هشام، عن الحسن؛ قال: لبث آدم في الجنة ساعةً من نهار، تلك الساعة ثلاثون ومائة سنة من أيام الدنيا] (٧).

وقال أبو جعفر (٨) الرازي: عن الربيع بن أنس، قال: خرج آدم من الجنة للساعة التاسعة أو العاشرة، فأخرج آدم معه غصنًا من شجرة الجنة على رأسه تاج من شجر الجنة، وهو الإكليل من ورق الجنة.

وقال السدي (٩): قال الله تعالى: ﴿اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا﴾ فهبطوا، ونزل آدم بالهند، ونزل معه الحجر الأسود، وقبضة من ورق الجنة، فبثه بالهند، فنبتت شجرة الطيب؛ فإنما أصل ما يجاء به من الطيب من الهند من قبضة الورق التي هبط بها آدم، وإنما قبضها آدم أسفًا على الجنة حين أخرج منها.


(١) في (ز) و (ن): "فر" وهو الموافق لما في "تفسير ابن أبي حاتم" وفي سائر "الأصول": "مر".
(٢) [وسنده ضعيف كما قرر الحافظ ابن كثير].
(٣) في (ز): "عنهما".
(٤) في "كتاب التاريخ من المستدرك" (٢/ ٥٤٢) وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف" (ج ٣/ رقم ٥٥٨٠)؛ عن ابن جريج قال: حدثني حسن بن مسلم، لا أعلمه إلا، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وقال ابن جريج: وحدثني عثمان بن أبي سليمان نحوه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وسئل عن تلك الساعة فقال: خلق الله آدم بعد العصر يوم الجمعة، وخلقه من أديم الأرض كلها، أحمرها وأسودها، وطيبها وخبيثها، ولذلك كان في ولده الأسود والأحمر والطيب والخبيث، فأسجد له ملائكته وأسكنه جنته، فللَّه ما أمسى ذلك اليوم حتى عصاه، فأخرجه منها.
وهو صحيح من الوجهين وحسن بن مسلم وعثمان بن أبي سليمان كلاهما ثقة. ثم أخرجه عبد الرزاق (٥٥٨١) عن إبراهيم بن يزيد قال: حدثني حسن بن مسلم بسنده سواء نحوه. وإبراهيم متروك.
(٥) في (ن) و (هـ): "باكويه"؛ وفي (ل): "مالويه"! وهو خطأ، وهو محمد بن أحمد بن بالويه أبو بكر النيسابوري. مترجم في "سير النبلاء" (١٥/ ٤١٩). قال الحاكم: توفي سنة أربعين وثلاثمائة.
(٦) في (ض) و (هـ): "سكن" وهو الموافق لما في "المستدرك"، ولكن في طبعته تحريف كثير.
(٧) استدركه ناسخًا (ج) و (ع) في الحاشية، وصرح في (ج) أنها حاشية.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم (٣٩٤) [وسنده جيد] وأخرجه ابن جرير في "تاريخه" (١/ ١١٨) مختصرًا.
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٠١، ٤٢٢) قال: حدثنا أبو زرعة. ثنا عمرو بن حماد، ثنا أسباط، عن السدي. وسنده حسن إلى السدي.