للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[القلال] (١) ". ورواه الترمذي من حديث يونس بن بكير به (٢).

﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (٥٠)(٣) أي: تسرحان لسقي تلك الأشجار والأغصان فتثمر من جميع الألوان ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥١)﴾.

قال الحسن البصري: إحداهما يقال لها: تسنيم، والأخرى: السلسبيل. وقال عطية: إحداهما من ماء غير آسن، والأخرى من خمر لذة للشاربين (٤)،

ولهذا قال بعد هذا: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (٥٢)﴾ أي: من جميع أنواع الثمار مما يعلمون وخير مما يعلمون، ومما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٣)﴾.

قال إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس: ما في الدنيا ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظل.

وقال ابن عباس: ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء؛ يعني: أن بين ذلك بونًا عظيمًا، وفرقًا بيِّنًا في التفاضل (٥).

﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (٥٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٥) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٩) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (٦٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦١)﴾.

يقول تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ﴾ يعني: أهل الجنة، والمراد بالاتكاء ههنا الاضطجاع ويقال: الجلوس على صفة التربيع ﴿عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾ وهو ما غلظ من الديباج، قاله عكرمة والضحاك وقتادة (٦).

وقال أبو عمران الجوني: هو الديباج المزين بالذهب، فنبه على شرف الظهارة بشرف البطانة، فهذا من التنبيه بالأدنى على الأعلى.

قال أبو إسحاق: عن هبيرة بن يريم، عن عبد الله بن مسعود قال: هذه البطائن، فكيف لو رأيتم الظواهر (٧)؟


(١) كذا في (حم) و (مح)، وفي الأصل بياض.
(٢) أخرجه الترمذي عن أبي كريب عن يونس بن بكير به (السنن، صفة الجنة، باب ما جاء في صفة ثمار أهل الجنة ح ٢٥٤١) وسنده ضعيف لعنعنة ابن إسحاق، وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (ح ٤٥٨).
(٣) ورد قبل هذا سطران مكرران مقحمان تقدما قبل صفحتين وهو قول حماد بن سلمة: لا أعلمه إلا قد رفعه في قوله تعالى: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (٤٦)﴾ [الرحمن] إلى قوله: وجنتان من ورق لأصحاب اليمين. اهـ. ولا يستقيم ذكره هنا.
(٤) ذكر قول الحسن وعطية الإمام البغوي دون سند (معالم التنزيل ٤/ ٢٧٤).
(٥) سنده ضعيف لضعف إبراهيم بن الحكم (التقريب ص ٨٨) وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة عن أبي عباس.
(٦) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن عكرمة.
(٧) أخرجه الطبري من طريق سفيان عن أبي إسحاق به وسنده حسن، وأخرجه الحاكم من طريق سفيان به وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٤٧٥).