للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن علي بن زيد - هو ابن جدعان - عن أنس بن مالك ؛ قال: قال رسول الله : "مررت ليلة أسري بي على قوم (تقرض شفاههم) (١) بمقاريض من نار".

قال: "قلت: من هؤلاء؟ " قالوا: "خطباء: (أمتك) (٢) من أهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون".

ورواه عبد (٣) بن حميد في "مسنده" و"تفسيره"، عن الحسن بن موسى، عن حماد بن سلمة، به.

ورواه ابن مردويه في "تفسيره" من حديث يونس بن محمد (٤) المؤدب، والحجاج بن منهال؛ كلاهما عن حماد بن سلمة به.

وكذا رواه يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، (به) (٥)؛ ثم قال ابن مردويه: حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، حدثنا موسى بن هارون، حدثنا إسحاق بن إبراهيم التستري ببلخ، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا عمر بن قيس، عن علي بن زيد، عن ثمامة؛ عن أنس؛ قال: سمعت رسول الله يقول: "مررت ليلة أسري بي على أناس تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من نار. قلت: من هؤلاء يا جبريل؛ قال: هؤلاء خطباء أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم".

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٦)، وابن أبي حاتم، وابن مردويه أيضًا، من حديث هشام الدستوائي، عن المغيرة - يعني: ابن حبيب ختن مالك بن دينار - عن مالك بن دينار، عن ثمامة، عن أنس بن مالك؛ قال: لما عرج برسول الله مر بقوم تقرض شفاههم؛ فقال: "يا جبريل؛


= وهذا سند فيه ضعف، وحماد بن سلمة كان من أثبت الناس في علي بن زيد، وقد اختلف في إسناده كما يأتي. والحديث صحيح على كل حال فله طرق. وقد ذكرتها في "التسلية".
(١) كذا في (ع) و (ل) و (ن) و (هـ) وهو الموافق لما في "المسند" و (زهد وكيع)، ووقع في (ج) و (ز) و (ض) و (ك) و (ى): "شفاههم تقرض"، وأشار ناسخ (ع) إلى ذلك.
(٢) من (ن) وهو الموافق للرواية الثانية في "المسند" (٣/ ١٨٠) عن وكيع. وخلت منها الرواية الأولى في "المسند" (٣/ ١٢٠) عن وكيع، وهي كذلك في "زهد وكيع".
(٣) في "المنتخب من المسند" (١٢٢٢)؛ وأخرجه أحمد (٣/ ٢٣٩، ٢٤٠) قال: حدثنا حسن بن موسى بسنده سواء.
(٤) وحديث يونس: أخرجه أحمد (٣/ ٢٣١) قال: حدثنا يونس بن محمد، ثنا حماد بن سلمة به وقد توبع حماد بن سلمة، تابعه المبارك بن فضالة، عن علي بن زيد به مختصرًا؛ أخرجه الطيالسي في "مسنده" (٢٠٦٠). والمبارك فيه لين، ثم هو يدلس.
(٥) من (ز) و (ن).
(٦) رقم (٥٣) من طريق يزيد بن زريع، حدثنا هشام الدستوائي، حدثنا المغيرة ختن مالك بن دينار عن مالك بن دينار، عن أنس فذكره مرفوعًا ثم قال: "روى هذا الخبر أبو عتاب الدلال، عن هشام، عن المغيرة، عن مالك بن دينار، عن ثمامة، عن أنس، ووهم فيه، لأن يزيد بن زريع أتقن من مائتين من مثل أبي عتاب وذويه". ونقل كلام ابن حبان هذا الضياء في "المختارة" (٧/ ٢٠٨) وبهذا يظهر وهم المصنِّف لأنه عزا رواية "ثمامة عن أنس" إلى "صحيح ابن حبان"؛ وأخرجه أبو يعلى (ج ٧/ رقم ٤١٦٠)؛ والطبراني في "الأوسط" (ج ١/ ق ١٦٠/ ٢)؛ وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ٣٨٦ و ٦/ ٢٤٨، ٢٤٩)؛ والضياء في "المختارة" (٢٦٤٦، ٢٦٤٧) من طريق يزيد بن زريع عن هشام الدستوائي بسنده سواء. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن المغيرة، عن مالك، إلا هشام" وقال أبو نعيم: "تفرد به يزيد بن زريع، عن هشام".