للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رسول الله . فقالت: كان خلقه القرآن (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا أسود، حدثنا شريك، عن قيس بن وهب، عن رجل من بني سواد قال: سألت عائشة عن خلق رسول الله . فقالت: أما تقرأ القرآن ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾؟ قال: قلت: حدثيني عن ذاك. قالت: صنعت له طعامًا، وصنعت له حفصة طعامًا، فقلت لجاريتي: اذهبي فإن جاءت هي بالطعام فوضعته قبل فاطرحي الطعام، قالت: فجاءت بالطعام قالت: فألقت الجارية فوقعت القصعة فانكسرت، وكان نطعٌ قالت: فجمعه رسول الله وقال: اقتصوا أو اقتصي - شك أسود - ظرفًا مكان ظرفك، قالت: فما قال شيئًا (٢).

وقال ابن جرير: حدثنا عبيد بن آدم بن أبي أياس، حدثنا أبي، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن سعد بن هشام قال: أتيت عائشة أم المؤمنين فقلت لها: أخبريني بخلق النبي . فقالت: كان خلقه القرآن، أما تقرأ ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤)﴾؟

وقد روى أبو داود والنسائي من حديث الحسن نحوه (٣).

وقال ابن جرير: حدثني يونس، أنبأنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة ، فسألتها عن خلق رسول الله فقالت: كان خلق رسول الله القرآن (٤). وهكذا رواه أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي، ورواه النسائي في التفسير عن إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح به (٥).

ومعنى هذا أنه صار امتثال القرآن أمرًا ونهيًا سجية له وخلقًا تطبعه وترك طبعه الجبلي، فمهما أمره القرآن فَعَله، ومهما نهاه عنه تركه، هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خلق جميل كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال: خدمت رسول الله عشر سنين، فما قال لي: أفٍ. قط، ولا قال: لشيء فعلته لمَ فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته (٦)؟ وكان أحسن الناس خلقًا، ولا مسست خزًا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله ولا شممت مسكًا ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله .

وقال البخاري: حدثنا [أحمد بن سعيد أبو عبد الله] (٧) حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤٣/ ١٥ ح ٢٥٨١٣). وقال محققوه: حديث صحيح، وهذا إسناد فيه انقطاع، الحسن وهو البصري إنما سمعه من سعد بن هشام عن عائشة.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤١/ ٣٠٨ ح ٢٤٨٠٠) وضعف سنده محققوه لإبهام الراوي عن عائشة .
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وتقدم تخريج الحاكم وتصحيحه قبل خمس روايات.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(٥) (المسند ٤٢/ ٣٥٣ ح ٢٥٥٤٧) وصححه محققوه؛ وأخرجه النسائي في السنن الكبرى، التفسير، (ح ١١١٣٨).
(٦) أخرجه مسلم من حديث أنس بنحوه (الصحيح، الفضائل، باب كان رسول الله أحسن الناس خلقًا ح ٢٣٠٩).
(٧) زيادة من صحيح البخاري.