للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

سماك بن حرب، عكرمة ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ يوم القيامة (١)، وكذا قال الضحاك وابن زيد (٢).

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (٤)﴾ قال: [هو] (٣) يوم القيامة جعله الله تعالى على الكافرين مقدار خمسين ألف سنة (٤). وقد وردت أحاديث في معنى ذلك. قال الإمام أحمد: حدثنا الحسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد قال: قيل لرسول الله : ﴿فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ ما أطول هذا اليوم! فقال رسول الله: "والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخفّ عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا" (٥). ورواه ابن جرير، عن يونس، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج به (٦)، إلا أن دراجًا وشيخه أبا الهيثم ضعيفان، والله أعلم.

وقال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي عمر الغُداني قال: كنت عند أبي هريرة فمرَّ رجل من بني عامر بن صعصعة فقيل له: هذا أكثر عامري مالًا، فقال أبو هريرة، ردُّوه إليَّ فردُّوه فقال: نُبئت أنك ذو مال كثير. فقال العامري: إي والله إن لي لمائة حمرًا، ومائة أدمًا حتى عدَّ من ألوان الإبل وأفنان الرقيق ورباط الخيل، فقال أبو هريرة: إياك وأخفاف الإبل وأظلاف النعم، يردد ذلك عليه حتى جعل لون العامري يتغير فقال: ما ذاك يا أبا هريرة؟ قال: سمعت رسول الله يقول: "من كانت له إبل لا يعطي حقها في نجدتها (٧) ورسلها" (٨) قلنا: يا رسول الله ما نجدتها ورسلها؟ قال: "في عسرها ويسرها فإنها تأتي يوم القيامة كأغَذَّ (٩) ما كانت وأكثره وأسمنه وآشره، ثم يبطح لها بقاع قرقر (١٠) فتطؤه بأخفافها، فإذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله، وإذا كانت له بقر لا يعطي حقها في نجدتها ورسلها، فإنها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأكثره وأسمنه وآشره، ثم يبطح لها بقاع قرقر فتطؤه كل ذات ظلف بظلفها وتنطحه كل ذات قرن بقرنها، ليس فيها عقصاء ولا عضباء، إذا جاوزته أخراها أعيدت عليه أولاها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين الناس فيرى سبيله، وإذا كانت له غنم لا يعطي حقها في نجدتها ورسلها فإنها تأتي يوم القيامة كأغذّ ما كانت وأسمنه وآشره حتى يبطح لها بقاع قرقر فتطؤه كل ذات ظلف بظلفها وتنطحه كل ذات قرن بقرنها، ليس فيها عقصاء (١١) ولا


(١) سنده صحيح لكنه مرسل ويتقوى بسابقه.
(٢) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه إبهام شيخه؛ وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد.
(٣) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل بياض.
(٤) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ٧٥)؛ وسنده ضعيف كما قرر الحافظ ابن كثير وغيره.
(٦) أخرجه الطبري عن يونس به، وسنده كسابقه.
(٧) أي: الشدة.
(٨) أي: التأني.
(٩) كأغَذَّ: من الأغذاذ: أي: أسرع وأنشط.
(١٠) أي: المكان المستوي.
(١١) أي: الملتوية القرن.