للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صارخًا، وما أشبه ذلك من الأسماء التي يسمى بها الشيء وضده؛ كما قال (دريد) (١) بن الصمة:

فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج … سراتهم في الفارسي (المسرد) (٢)

يعني بذلك: تيقنوا بألفي مدجج يأتيكم.

وقال (عميرة) (٣) بن طارق:

فإن (تغتزوا) (٤) قومي وأقعد فيكم … وأجعل مني الظن غيبًا مرجمًا

يعني: وأجعل مني اليقين غيبًا مرجمًا.

قال (٥): والشواهد من أشعار العرب وكلامها على أن الظن في معنى اليقين أكثر من أن تحصر، وفيما ذكرنا لمن وفق لفهمه كفاية. ومنه قول الله (تعالى) (٦): ﴿وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا﴾ [الكهف: ٥٣].

ثم قال ابن جرير (٧): حدثنا محمد بن بشار، حدثنا أبو عاصم، حدثنا سفيان، عن جابر، عن مجاهد (قال): "كل ظن في القرآن يقين؛ أي: ظننت، وظنوا".

وحدثني (٨) المثنى، حدثنا إسحاق، حدثنا أبو داود (الحفري)، عن سفيان، عن (ابن) (٩) أبي نجيح، عن مجاهد؛ قال: "كل ظن في القرآن فهو علم" وهذا سند صحيح.

وقال أبو جعفر (١٠) الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ قال: الظن ها هنا يقين.

قال ابن أبي حاتم (١١): وروي عن مجاهد، والسدي، والربيع بن أنس، وقتادة نحو قول أبي العالية.

وقال سنيد (١٢)، عن حجاج، عن ابن جريج: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾ (علموا أنهم ملاقو ربهم) (١٣)؛ كقوله: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠)[الحاقة] يقول: "علمت". وكذا قال عبد الرحمن بن زيد (١٤) بن أسلم.


(١) في (ج) و (ل): "زيد"!!
(٢) في (ج) و (ع) و (ك) و (هـ) و (ى): "المسود"!
(٣) في (ك): "عمرة"! وفي "ض" و (ع) و (ن) و (ى): "عمير"!
(٤) كذا في (ج) و (ز) وهو الموافق لما في "ابن جرير" وقد وقع اضطراب عجيب في هذه الكلمة ففي (ل): "نصروا" و في (ع): "تعيروا"؛ و في (ض) و (ن): "يعبروا"؛ و في (هـ): "تفروا" وف ي (ك): "يغتروا"!
(٥) يعني: ابن جرير.
(٦) من (ز) و (ض) و (ع) و (ك) و (هـ) و (ى).
(٧) في "تفسيره" (٨٦٢) وفي سنده جابر الجعفي وهو متروك.
(٨) القائل هو ابن جرير (٨٦٣) وشيخه المثنى هو ابن إبراهيم الآملي يروى عنه ابن جرير كثيرًا في "التفسير" و"التاريخ" لكني لم أجد له ترجمة، [وصحح سنده الحافظ ابن كثير].
(٩) ساقط من (ز) و (ض).
(١٠) أخرجه ابن جرير (٨٦١)؛ وابن أبي حاتم (٤٩٧). [وسنده جيد].
(١١) في "تفسيره" (٤٩٨) وهذه الآثار التي أشار إليها أخرج منها ابن جرير أثر مجاهدٍ (٨٦٢، ٨٦٣)؛ والسدي (٨٦٤) وسند هذا الأخير حسن.
(١٢) أخرجه ابن جرير (٨٦٥) وسنده صحيح. [لكن في سُنيد مقال].
(١٣) من (ن) وهو الموافق لما في "تفسير ابن جرير"، وسقط من سائر "الأصول".
(١٤) أخرجه ابن جرير (٨٦٦) بسند صحيح عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم قال: "لأنهم لم يعاينوا فكان ظنُّهم يقينًا".