للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: وفي "الصحيح" (١): "أن الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: ألم أُزوجك؟ ألم أكرمك؟ ألم أُسخّر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس (وتربع) (٢)؟ فيقول: بلى؛ (أي رب) (٣)؛ فيقول (الله) (٤) (تعالى) (٥): (أفظننت) (٦) إنك ملاقي؟ فيقول: لا. فيقول الله: اليوم أنساك كما نسيتني.

وسيأتي مبسوطًا عند قوله (تعالى) (٣): ﴿نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ﴾ [التوبة: ٦٧] (إن شاء الله تعالى) (٧) (والله تعالى أعلم) (٨).

﴿يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (٤٧)﴾.

يذكرهم تعالى (بسالف) (٩) نعمه على آبائهم وأسلافهم، وما كان فضلهم به من إرسال الرسل منهم، وإنزال الكتب عليهم وعلى سائر الأمم من أهل زمانهم؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (٣٢)[الدخان]. وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ (٢٠)[المائدة].

قال أبو جعفر (١٠) الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله تعالى: ﴿وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ قال: بما أُعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزمان؛ فإن لكل زمان عالمًا.

وروي (١١) عن مجاهد، والربيع بن أنس، وقتادة، وإسماعيل بن أبي خالد نحو ذلك.

ويجب الحمل على هذا؛ لأن هذه الأمة أفضل منهم؛ لقوله تعالى - خطابًا لهذه الأمة -: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [آل عمران: ١١٠].


(١) يعني: "صحيح مسلم"، وهو فيه (٢٩٦٨/ ١٦) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، وأخرجه الترمذي (٢٤٢٨)؛ وابن أبي داود في "البعث" (٣٤) من طريق مالك بن سعير، عن الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة وعن أبي سعيد الخدري مرفوعًا نحوه.
(٢) في (ك): "ترتع" بتاء قبل العين المهملة، وهو تصحيف. ومعنى قوله: "تربع" قال ابن أبي داود في "البعث" (ص ٧٤ بتحقيقي): "وأما قوله: "تربع"؛ تأخذ المرباع. والمرباع: كان أهل الجاهلية إذا أغاروا فغنموا غنيمة، أعطوا سيدهم ربع ما غنموا؛ يضيف به الضيف، ويقوم به عن نوائب الحي، فهذا المرباع". اهـ. ومعنى قوله: "ترأس" أي: تكون رئيسًا.
(٣) من (ك).
(٤) من (ز) و (ض) و (ع) و (ك) و (ل) و (ن) و (هـ) و (ى).
(٥) من (ز) و (ن).
(٦) في (ن): "أظننت".
(٧) من (ك) و (ن).
(٨) كذا في (ل). وفي (ج) و (ع) و (ك) و (هـ) و (ى): "الله أعلم".
ووقع في (ع): "يلغ مقابلة بقراءة المصنف مما رضا بأصله، فسح الله في مدته".
(٩) في (ز) و (ض) و (ل): "سالف"؛ وفي (ص): "سوالف".
(١٠) أخرجه ابن جرير (٨٦٩)؛ وابن أبي حاتم (٥٠١) من طريقين عن آدم بن أبي إياس ثنا أبو جعفر الرازي [وسنده جيد] وأثر قتادة عند عبد الرزاق في "تفسيره" (١/ ٤٤، ٤٥) وعنه ابن جرير (٨٦٨). [وسند صحيح].
(١١) هذا قول ابن أبي حاتم (ص ١٥٨ - البقرة). وأثر مجاهد عند ابن جرير (٨٧٠، ٨٧١). [وسنده صحيح].