للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اليهود سألوا رجلًا من أصحاب رسول الله عن خزنة جهنم فقال: الله ورسوله أعلم، فجاء الرجل فأخبر النبي فأنزل الله تعالى عليه ساعتئذ: ﴿عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)﴾ فأخبر أصحابه وقال: "ادعهم أما إني سائلهم عن تربة الجنة إن أتوني، أما إنها درمكة بيضاء" فجاؤوه فسألوه عن خزنة جهنم فأهوى بأصابع كفيه مرتين وأمسك الإبهام في الثانية ثم قال: "أخبروني عن تربة الجنة" فقالوا: أخبرهم يا ابن سلام، فقال: كأنها خبزة بيضاء: فقال رسول الله : "أما إن الخبز إنما يكون من الدرمك (١) " (٢).

هكذا وقع عند ابن أبي حاتم عن البراء والمشهور، عن جابر بن عبد الله كما قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا سفيان ويحيى بن حكيم، حدثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي فقال: يا محمد غلب أصحابك اليوم. فقال: "بأي شيء؟ " قال: سألتهم يهود هل أعلمكم نبيكم عدة خزنة أهل النار؟ قالوا: لا نعلم حتى نسأل نبينا قال رسول الله : "أفغلب قوم يسألون عما لا يعلمون فقالوا: لا نعلم حتى نسأل نبينا ؟ عليَّ بأعداء الله لكنهم قد سألوا نبيهم أن يريهم الله جهرة" فأرسل إليهم فدعاهم قالوا: يا أبا القاسم كم عدة خزنة أهل النار؟ قال: "هكذا" وطبَّق كفيه ثم طبَّق كفيه مرتين وعقد واحدة، وقال لأصحابه: "إن سئلتم عن تربة الجنة فهي الدرمك" فلما سألوه فأخبرهم بعدة خزنة أهل النار قال لهم رسول الله : "ما تربة الجنة؟ " فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا: خبزة يا أبا القاسم. فقال: "الخبز من الدرمك" (٣). وهكذا رواه الترمذي عند هذه الآية عن ابن أبي عمر، عن سفيان به (٤)، وقال هو والبزار: لا يعرف إلا من حديث مجالد، وقد رواه الإمام أحمد عن علي بن المديني عن سفيان بنقصه: الدرمك فقط (٥).

﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ (٣١) كَلَّا وَالْقَمَرِ (٣٢) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (٣٣) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (٣٤) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (٣٥) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (٣٦) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (٣٧)﴾.

يقول تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ﴾ أي: خزانها ﴿إِلَّا مَلَائِكَةً﴾ زبانية غلاظًا شدادًا، وذلك ردٌّ


(١) أي: الطحين الأبيض.
(٢) سنده ضعيف لضعف حريث وهو ابن أبي مطر الفزاري كما في تهذيب الكمال (٥/ ٥٦٢). وأخرجه البيهقي من طريق حريث به وقال البيهقي: حريث بن أبي مطر ليس بالقوي، (البعث والنشور، باب ما جاء في خزنة جهنم رقم ٥٠٩).
(٣) سنده ضعيف لضعف مجالد.
(٤) سنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة المدثر (ح ٣٣٢٤)، وسنده كسابقه؛ وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي.
(٥) المسند (٣/ ٣٦١) وسنده ضعيف كسابقه.