للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨)[المدثر] وكما قال عن أهل النار: ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ (١٠٠) وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ (١٠١)[الشعراء].

وقوله (تعالى) (١): ﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ أي: لا يقبل منها فداء، كما قال (تعالى) (١): ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ﴾ [آل عمران: ٩١] وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٣٦)[المائدة] وقال تعالى: ﴿وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا﴾ [الأنعام: ٧٠]، وقال: ﴿فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ … ﴾ الآية [الحديد: ١٥].

فأخبر تعالى أنهم إن لم يؤمنوا برسوله، ويتابعوه على ما بعثه به، ووافوا الله يوم القيامة على ما هم عليه فإنه لا ينفعهم قرابة قريب ولا شفاعة ذي جاهٍ، ولا يقبل منهم فداء ولو بملء الأرض ذهبًا؛ كما قال تعالى: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ﴾ [البقرة: ٢٥٤] وقال: ﴿لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ﴾ [إبراهيم: ٣١].

[قال سنيد (٢): حدثني حجاج، حدثني ابن جريج؛ قال: قال مجاهد: قال ابن عباس: ﴿وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ قال: بدل، والبدل: الفدية.

وقال السدي (٣): أما "عدل" فيعدلها من ("العدل" (٤) يقول: لو جاءت بملء الأرض ذهبًا تفتدي به ما تقبل منها.

وكذا قال عبد الرحمن (٥) بن زيد بن أسلم] (٦).

وقال أبو جعفر (٧): الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، في قوله: ﴿وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ﴾ [البقرة: ١٢٣] يعني فداء.

قال ابن (٨) أبي حاتم: وروي عن أبي مالك، والحسن، وسعيد بن جبير، وقتادة، والربيع بن أنس، نحو ذلك.

وقال عبد (٩) الرزاق: أنبأنا الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن علي في حديث طويل؛ قال: والصرف والعدل: التطوع والفريضة.

وكذا قال الوليد (١٠) بن مسلم، عن عثمان بن أبي العاتكة، عن عمير بن هانئ. وهذا


(١) من (ز) و (ن).
(٢) أخرجه ابن جرير (٨٨٤). [وسنده ضعيف].
(٣) أخرجه ابن جرير (٨٨٢) وسنده حسن.
(٤) في (ج) و (ل): "العذاب"!!
(٥) أخرجه ابن جرير (٨٨٥) وسنده صحيح.
(٦) ساقط من (ز) و (ض).
(٧) أخرجه ابن جرير (٨٨١)؛ وابن أبي حاتم (٥٠٥) وسنده حسن.
(٨) في (تفسيره) (ص ١٦٠ - البقرة). وأثر قتادة عند ابن جرير (٨٨٣) من طريق عبد الرزاق، وهذا في "تفسيره" (١/ ٤٥). [وسنده صحيح].
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٠٦) وهذه سند قوي، وعنعنة الأعمش عن شيوخه الذين أكثر عنهم مثل إبراهيم التيمي يمشيها الذهبي وغيره. وقال الحافظ في "الفتح" (٤/ ٨٦): "وعند الجمهور الصرف: الفريضة، والعدل: النافلة. ورواه ابن خزيمة بإسناد صحيح عن الثوري". اهـ.
(١٠) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٠٧) وسنده ضعيف لضعف عثمان بن أبي العاتكة.