للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هذا الآية: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦] (١).

وفي أفراد مسلم، عن جابر في حديثه: "إن اللَّه يتجلى للمؤمنين يضحك" يعني: في عرصات القيامة ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم ﷿ في العرصات وفي روضات الجنات (٢).

وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا أبو معاوية، حَدَّثَنَا [عبد الملك بن أبجر] (٣)، حَدَّثَنَا [ثوير] (٤) بن أبي فاخته، عن ابن عمر قال: قال رسول الله : "إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه اللَّه كل يوم مرتين" (٥) ورواه الترمذي عن عبد بن حميد، عن شبابة، عن إسرائيل، عن ثوير قال: سمعت ابن عمر فذكره، قال: ورواه عبد الملك بن أبجر، عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر، وكذلك رواه الثوري، عن ثوير، عن مجاهد، عن ابن عمر ولم يرفعه (٦)، ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصحاح والحسان والمسانيد والسنن، ولكن ذكرنا ذلك مفرقًا في مواضع من هذا التفسير، وباللّه التوفيق.

وهذا بحمد الله مجمع عليه بين الصحابة والتابعين وسلف هذه الأُمة كما هو متفق عليه بين أئمة الإسلام، وهداة الأنام، ومن تأول ذلك بأن المراد بإلى مفرد الآلاء وهي: النعم كما قال الثوري، عن منصور، عن مجاهد ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ قال: تنتظر الثواب من ربها (٧)، رواه ابن جرير من غير وجه عن مجاهد، وكذا قال أبو صالح أيضًا فقد أبعد هذا القائل النجعة وأبطل فيما ذهب إليه (٨)، وأين هو من قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)[المطففين]؟.

قال الشافعي رحمه اللَّه تعالى: ما حجب الكفار إلا وقد علم أن الأبرار يرونه ﷿ ثم قد تواترت الأخبار عن رسول الله بما دلَّ عليه سياق الآية الكريمة وهي قوله تعالى: ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾.

قال ابن جرير: حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل البخاري، حَدَّثَنَا آدم، حَدَّثَنَا المبارك، عن الحسن ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢)﴾ قال: حسنة ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)﴾ قال: تنظر إلى الخالق، وحُقَّ لها أن تنضَر وهي تنظر إلى الخالق (٩).


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة طه آية ١٣٠.
(٢) أخرجه مسلم (الصحيح، الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها ح ١٩١).
(٣) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صحف إلى: "عبد الملك بن الحر".
(٤) كذا في مسند أحمد وترجمته ثوير، وفي الأصل صحف إلى: "يزيد".
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وقال محققوه: إسناده ضعيف. ثوير بن أبي فاختة ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن عدي وغيرهم (المسند ٨/ ٢٤٠ ح ٤٦٢٣).
(٦) سنن الترمذي، التفسير، باب ومن سورة القيامة (ح ٣٣٣٠).
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق منصور عن مجاهد، وقد جانب مجاهد الصواب في هذه المسألة وخالف جمهور المفسرين.
(٨) أخرجه ابن أبي شيبة بسند حسن من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي صالح، (المصنف ٨/ ٢٧٥)، وهذا القول كسابقه.
(٩) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده حسن، وأخرجه آدم بن أبي إياس عن المبارك بن فضالة به.