للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: مِن طبيب شاف (١)، وكذا قال قتادة والضحاك وابن زيد (٢).

وقال ابن أبي حاتم: حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا نصر بن علي، حَدَّثَنَا روح بن المسيب أبو رجاء الكلبي، حَدَّثَنَا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس ﴿وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (٢٧)﴾ قيل: من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؛ فعلى هذا يكون من كلام الملائكة (٣).

وبهذا الإسناد عن ابن عباس في قوله: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)﴾ قال: التفت عليه الدنيا والآخرة (٤)، وكذا قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)﴾ يقول آخر يوم من أيام الدنيا أول يوم من أيام الآخرة فتلتقي الشدة بالشدة إلا من رَحِم الله (٥).

وقال عكرمة: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)﴾ الأمر العظيم بالأمر العظيم (٦).

وقال مجاهد: بلاء ببلاء (٧).

وقال الحسن البصري في قوله تعالى: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)﴾: هما ساقاك إذا التفتا (٨)، وفي رواية عنه ماتت رجلاه فلم تحملاه وقد كان عليهما جوالًا، وكذا قال السدي، عن أبي مالك، وفي رواية عن الحسن: هو لفهما في الكفن (٩).

وقال الضحاك: ﴿وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩)﴾ اجتمع عليه أمران: الناس يجهزون جسده والملائكة يجهزون روحه (١٠).

وقوله تعالى: ﴿إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (٣٠)﴾ أي: المرجع والمآب وذلك أن الروح ترفع إلى السموات، فيقول الله ﷿: ردُّوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى، كما ورد في حديث البراء الطويل. وقد قال اللَّه تعالى: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (٦٢)[الأنعام].

وقوله: ﴿فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (٣١) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢)﴾ هذا إخبار عن الكافر الذي كان في الدار الدنيا مكذبًا للحق بقلبه متوليًا عن العمل بقالبه، فلا خير فيه باطنًا ولا ظاهرًا، ولهذا قال تعالى:


(١) أخرجه ابن أبي شيبة بسند حسن من طريق شبيب عن أبي قلابة. (المصنف ٥/ ٤٢٢)؛ وأخرجه الطبري من طريق شبيب به.
(٢) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة؛ وأخرجه الطبري بسند جيد من طريق أبي بسطام عن الضحاك؛ وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد.
(٣) أخرجه الطبري من طريق معاذ بن هشام عن أبيه عن عمرو بن مالك به، وسنده حسن.
(٤) الأثر تتمة لسابقه كما في تفسير الطبري.
(٥) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق علي به.
(٦) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عيسى بلفظ: "الأمر بالأمر".
(٧) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق أبي يحيى، وهو القتات وهو ضعيف عن مجاهد. وقد أخرجه الطبري بسند صحيح عن مجاهد بلفظ ابن عباس المتقدم.
(٨) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق بشير بن المهاجر عن الحسن.
(٩) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق بشير بن المهاجر عن الحسن.
(١٠) أخرجه الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضًا عن الضحاك.