للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الإمام أحمد: حدثنا حسن، حدثنا زهير، عن سعد أبي المجاهد الطائي، عن عطية بن سعد العوفي، عن أبي سعيد الخدري -أراه قد رفعه إلى النبي - قال: "أيما مؤمن سقى مؤمنًا شربة ماء على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم، وأيما مؤمن أطعم مؤمنًا على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيما مؤمن كسا مؤمنًا ثوبًا على عري كساه الله من خضر الجنة" (١).

وقال ابن مسعود في قوله: ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾: أي خلطه مسك (٢).

وقال العوفي، عن ابن عباس: طيب الله لهم الخمر فكان آخر شيء جعل فيها مسك ختم بمسك (٣)، وكذا قال قتادة والضحاك.

وقال إبراهيم والحسن: ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾ أي: عاقبته مسك (٤).

وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن وضاح، حدثنا أبو حمزة، عن جابر، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي الدرداء ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾ قال: شراب أبيض مثل الفضة يختمون به شرابهم، ولو أن رجلًا من أهل الدنيا أدخل أصبعه فيه ثم أخرجها لم يبق ذو روح إلا وجد طيبها (٥).

وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾ قال: [طينه] (٦) مسك (٧).

وقوله تعالى: ﴿وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ أي: وفي مثل هذا الحال فليتفاخر المتفاخرون وليتباهى ويكاثر ويستبق إلى مثله المستبقون، كقوله تعالى: ﴿لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١)[الصافات].

وقوله تعالى: ﴿وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧)﴾ أي: ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم؛ أي: من شراب يقال له تسنيم، وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه. قاله أبو صالح والضحاك، ولهذا قال: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)﴾ أي: يشربها المقربون صرفًا وتمزج لأصحاب اليمين مزجًا.


= الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس؛ وأخرجه آدم والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد؛ وأخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة؛ وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد. وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي رجاء عن الحسن.
(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣/ ١٣) وسنده ضعيف لضعف عطية العوفي.
(٢) أخرجه الطبري والحاكم من طريق علقمة بن قيس عن ابن مسعود وصححه الحاكم؛ ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٥١٧).
(٣) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق العوفي به، ويتقوى بسابقه.
(٤) أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عن قتادة، وأخرجه الطبري بسند جيد من طريق أبي حمزة عن إبراهيم والحسن.
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وأخرجه آدم بن أبي إياس من طريق شيبان بن عبد الرحمن عن جابر به، وجابر هو الجعفي من تلاميذ شيبان بن عبد الرحمن (ينظر: تهذيب الكمال ١٢/ ٥٩٣) وسنده ضعيف لضعف جابر الجعفي (التقريب ص ١٣٧).
(٦) كذا في (ح) وتفسير الطبري وفي الأصل صحف إلى: "طيبه".
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.