للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: (و) (١) يلقى الرجل أباه وأخاه فيقتله وهو لا يدري. قال: (ويتنادون) (٢) (فيها) (٣) رحم الله عبدًا (صبر) (٤) حتى يبلغ الله رضاه. قال: فقتلاهم شهداء، وتيب على أحيائهم؛ ثم قرأ: ﴿فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.

﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (٥٥) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٥٦)﴾.

يقول تعالى: واذكروا نعمتي عليكم في بعثي لكم بعد الصعق؛ إذ سألتم رؤيتي جهرةً عيانًا مما لا يستطاع لكم، ولا لأمثالكم. كما قال ابن جريج (٥): قال ابن عباس في هذه الآية: ﴿وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ قال: علانيةً.

وكذا قال إبراهيم (٦) بن طهمان، عن عباد بن إسحاق، عن أبي الحويرث، عن ابن عباس - أنه قال في قول الله تعالى: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ أي: علانيةً؛ أي: حتى نرى الله.

وقال قتادة (٧)، والربيع بن أنس: ﴿حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ أي: عيانًا.

وقال أبو جعفر (٨): عن الربيع بن أنس: هم السبعون الذين اختارهم موسى، فساروا معه؛ قال: فسمعوا كلامًا، فقالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً﴾ قال: فسمعوا صوتًا فصعقوا، يقول: ماتوا.

وقال مروان (٩) بن الحكم فيما خطب به على منبر مكة: الصاعقة صيحة من السماء.

وقال السدي (١٠) في قوله: ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ﴾ الصاعقة: نار.

وقال عروة (١١) بن رويم في قوله: ﴿وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ قال: صعق بعضهم، وبعض ينظرون؛ ثم بُعث هؤلاء، وصُعق هؤلاء.

وقال السدي (١٢): ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ﴾ فماتوا، فقام موسى يبكي ويدعو الله ويقول: رب، ماذا أقول لبني إسرائيل إذا أتيتهم، وقد أهلكت خيارهم؟ ﴿لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا


(١) ساقط من (ج).
(٢) في (ل): "وينادون".
(٣) ساقط من (ز) و (ض).
(٤) في (ن): "وصبر نفسه".
(٥) أخرجه ابن جرير (٩٤٧) وسنده ضعيف لإعضاله.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٣٨) وفي سنده ضعف.
(٧) أخرجه ابن جرير (٩٥٠) بسند صحيح، وهو عند ابن أبي حاتم (٥٣٩) بسند فيه سعيد بن بشير. وهو ضعيف في قتادة، ولكنه متابع.
(٨) أخرجه ابن جرير (٤٥٢)؛ وابن أبي حاتم (٥٤٣). [وسنده جيد].
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٥) من طريق ابن محيصن، عن أبيه قال: رأيت مروان بن الحكم على منبر مكة … فذكره. وابن محيصن هو عمر بن عبد الرحمن، كذا سماه في "تهذيب الكمال" (٢١/ ٤٢٩) وقال البخاري: ومنهم من قال: محمد بن عبد الرحمن. وبه ترجمه الذهبي في "معرفة القراء الكبار" (١/ ٩٨) وهو ثقة احتج به مسلم ولكني لم أجد لأبيه ترجمة. فالله أعلم.
(١٠) أخرجه ابن جرير (٩٥٣)؛ وابن أبي حاتم (٥٤٤). [وسنده حسن].
(١١) أخرجه ابن أبي حاتم (٥٤٠، ٥٤٦) بسند جيد.
(١٢) أخرجه ابن جرير (٩٥٨)؛ وابن أبي حاتم (٥٤٩) وسياق الطبري أطول. [وسنده حسن].