للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله كأنما نَشط من عقال، فما ذكر ذلك لليهودي ولا رآه في وجهه حتى مات (١).

ورواه النسائي عن هَنَّاد، عن أبي معاوية محمد بن حَازم الضرير (٢).

وقال البخاري في "كتاب الطب" من صحيحه: حدثنا عبد الله بن محمد قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: أول من حدثنا به ابنُ جُرَيْج، يقول: حدثني آل عُرْوَة، عن عروة، فسألت هشامًا عنه، فحدثَنا عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله سُحر، حتى كان يُرَى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن -قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر، إذا كان كذا- فقال: "يا عائشة، أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طَبَّه؟ قال: لَبيد بن أعصم -رجل من بني زُرَيق حَليف ليهُودَ، كان منافقًا- قال: وفيم؟ قال: في مُشط ومُشاقة. قال: وأين؟ قال: في جُفَ طَلْعَة ذكر تحت رعوفة (٣) في بئر ذَرْوَان". قالت: فأتى البئر حتى استخرجه فقال: "هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نُقَاعة الحنَّاء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين". قال: فاستخرج. فقلت: أفلا؟ أي: تَنَشَّرْتَ؟ فقال: "أمَّا اللهُ فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرًّا" (٤).

وأسنده من حديث عيسى بن يونس، وأبي ضَمْرة أنس بن عياض، [وأبي أُسامة] (٥)، ويحيى القطان وفيه: "قالت: حتى كان يخيل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعله". وعنده: "فأمر بالبئر فدفنت". وذكر أنه رواه عن هشام أيضًا ابن أبي الزَّناد والليث بن سعد (٦).

وقد رواه مسلم، من حديث أبي أُسامة حماد بن أُسامة وعبد الله بن نمير (٧). ورواه أحمد، عن عفان، عن وُهَيب، عن هشام، به (٨).

ورواه الإمام أحمد -أيضًا- عن إبراهيم بن خالد، عن رباح، عن مَعْمَر، عن هشَام، عن أبيه، عن عائشة قالت: لبث رسول الله ستة أشهر يُرى أنه يأتي ولا يأتي، فأتاه ملكان، فجلس أحدهما عند رأسه، والآخر عند رجليه، فقال أحدهما للآخر: ما باله؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصَم، وذكر تمام الحديث (٩).

وقال الأستاذ المفسر الثعلبي في تفسيره: قال ابن عباس وعائشة : كان غلام من اليهود


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وصححه محققوه. (المسند ٣٢/ ١٤ ح ١٩٢٦٧).
(٢) أخرجه النسائي عن هناد به. (السنن، تحريم الدم، باب سحرة أهل الكتاب ٧/ ١١٢)؛ وصححه الألباني. (صحيح سنن النسائي ح ٣٨٠٢).
(٣) هي صخرة تترك في أسفل البئر إذا حُفرت تكون ناتئة هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المُنقي عليها، وقيل هي حجر يكون على رأس البئر يقوم المستقي عليه. (النهاية ٢/ ٢٣٥).
(٤) أخرجه البخاري بسنده ومتنه. (الصحيح، الطب، باب هل يستخرج السحر ح ٥٧٦٥).
(٥) كذا في (ح) و (حم)، وفي الأصل صُحف إلى: وأبي أُمامة.
(٦) المصدر السابق (ح ٥٧٦٦ و ٥٨٦٣ و ٦٣٩١).
(٧) صحيح مسلم. (السلام، باب السحر ح ٢١٨٩/ ٤٣، ٤٤).
(٨) أخرجه الإمام أحمد عن عفان به. (المسند ٦/ ٩٦)، وسنده صحيح.
(٩) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وصحح سنده محققوه. (المسند ٤٠/ ٤٠٥ ح ٢٤٣٤٧).