للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في قوله: ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾ يعني: (التوراة) (١).

وقال أبو العالية (٢)، والربيع بن أنس: ﴿بِقُوَّةٍ﴾ أي: بطاعة.

وقال مجاهد (٣): ﴿بِقُوَّةٍ﴾: بعمل بما فيه.

وقال قتادة (٤): ﴿خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ﴾ القوة: الجد وإلا قذفته عليكم؛ قال: فأقروا بذلك أنهم يأخذون ما أوتوا بقوة.

ومعنى قوله: وإلا قذفته عليكم؛ أي: أسقطته عليكم؛ يعني: الجبل.

وقال أبو العالية (٥)، والربيع (٦): ﴿وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ﴾ يقول: اقرءوا ما في التوراة، واعملوا به.

وقوله تعالى: ﴿ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ﴾ يقول تعالى: ثم بعد هذا الميثاق المؤكد العظيم توليتم عنه، وأنثنيتم، ونقضتموه؛ ﴿فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ﴾ أي: (بتوبته) (٧) عليكم، وإرساله النبيين والمرسلين إليكم ﴿لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ بنقضكم ذلك الميثاق في الدنيا والآخرة.

﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (٦٥) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (٦٦)﴾.

يقول تعالى: ﴿وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ﴾ يا معشر اليهود ما حل من البأس بأهل القرية التي عصت أمر الله، وخالفوا عهده وميثاقه فيما أخذه عليهم من تعظيم السبت، (والقيام) (٨)، بأمره؛ إذ كان مشروعًا لهم؛ فتحيلوا على اصطياد الحيتان في يوم السبت بما (وضعوه) (٩) لها من (الشصوص) (١٠) والحبائل والبرك قبل يوم السبت؛ فلما جاءت يوم السبت على عادتها في الكثرة (نشبت) (١١) بتلك الحبائل والحيل، فلم تخلص منها يومها ذلك؛ فلما كان الليل أخذوها بعد انقضاء السبت؛ فلما فعلوا ذلك مسخهم الله إلى صورة القردة، وهي أشبه شيءٍ بالأناسي في الشكل الظاهر،


= ولم يحك فيه شيئًا. وسرور بن المغيرة. ترجمه ابن أبي حاتم (٢/ ١/ ٣٢٥) ونقل عن أبيه قال: "شيخ" وتكلم فيه الأزدي، وبيَّن الحافظ في "اللسان" (٣/ ١٢) أن الأزدي تكلم في روايته عن الشعبي. وقال ابن حبان: "روى عنه أبو سعيد الحداد الغرائب". وعباد بن منصور متكلم فيه، وهو متماسك.
(١) في (ك): "التورية"؛ وفي (ح): "التوبة".
(٢) أخرجه ابن جرير (١١٢٨)؛ وابن أبي حاتم (٦٦٠). [وسنده جيد].
(٣) أخرجه ابن جرير (١١٢٦، ١١٢٧)؛ وابن أبي حاتم (٦٦١) من طرق عن ابن أبي نجيح عن مجاهد. [وسنده صحيح].
(٤) أخرجه ابن جرير (١١٢٩)؛ وابن أبي حاتم (٦٦٢) من طريق عبد الرزاق وهو في "تفسيره" (١/ ٤٧) أنبأ معمر، عن قتادة. [وسنده صحيح].
(٥) أخرجه ابن جرير (١١٣٣)؛ وابن أبي حاتم (٦٦٣). [وسنده جيد].
(٦) أخرجه ابن جرير (١١٣٤) بسند ضعيف.
(٧) في (ز) و (ض): "توبته".
(٨) في (ك): "العباة"!!
(٩) في (ن): "وضعوا".
(١٠) في (ل): "الشقوص" وهو تصحيف، والشصوص، جمع "شص" قال ابن منظور في "لسان العرب" (ص ٢٢٥٩): "الشص والشص: شيء يصاد به السمك". اهـ. كأنه يعني الشباك. قال ابن دريد: "لا أحسبه عربيًا".
(١١) في (ل): "نشبه".