للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني (محمد) (١) بن سعد، حدثني أبي، حدثني عمي، حدثني أبي، (عن أبيه) (٢)، عن ابن عباس، في قوله في شأن البقرة: وذلك أن شيخًا من بني إسرائيل على عهد موسى (٣) كان مكثرًا من المال، وكان بنو أخيه فقراء لا مال لهم، وكان الشيخ لا ولد له؛ وكان بنو أخيه ورثته؛ فقالوا: ليت عمنا قد مات فورثنا ماله، وإنه لما تطاول عليهم ألا يموت عمهم أتاهم الشيطان فقال لهم: هل لكم إلى أن تقتلوا عمكم فترثوا ماله، وتغرموا أهل المدينة التي لستم بها ديته؛ وذلك أنهما كانتا مدينتين؛ كانوا في إحداهما، وكان القتيل إذا قُتل (فطرح) (٤) بين المدينتين قيس ما بين القتيل والقريتين فأيتهما كانت أقرب إليه غرمت الدية، وأنهم لما سوَّل لهم الشيطان ذلك، وتطاول عليهم أن لا يموت عمهم، عمدوا إليه فقتلوه؛ ثم عمدوا فطرحوه على باب المدينة التي ليسوا فيها.

فلما أصبح أهل المدينة جاء بنو أخي الشيخ، فقالوا: عمنا قتل على باب مدينتك؛ فوالله لتغرمن لنا دية عمنا.

قال أهل المدينة: نقسم بالله ما قتلنا، ولا علمنا قاتلًا، ولا فتحنا باب مدينتنا منذ أغلق حتى أصبحنا، وإنهم عمدوا إلى موسى .

فلما أتوه قال بنو أخي الشيخ: عمنا وجدناه مقتولًا على باب مدينتهم. وقال أهل المدينة: نقسم بالله (ما قتلنا) (٥)، ولا فتحنا باب المدينة من حين أغلقناه حتى أصبحنا؛ وإن جبرائيل جاء بأمر (ربه) (٦) السميع العليم إلى موسى (٧)، فقال: قل لهم: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ فتضربوه ببعضها.

وقال السدي (٨): ﴿وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ (٩) أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً] (٩)﴾ قال: كان رجل من بني إسرائيل مكثرًا من المال، (وكانت) (١٠) له ابنة، وكان له ابن أخ محتاج؛ فخطب إليه ابن أخيه ابنته؛ فأبى أن يزوجه، فغضب الفتى، وقال: والله لأقتلن عمي، ولآخذن ماله، ولأنكحن ابنته، ولآكلن ديته؛ فأتاه الفتى وقد قدم تجار في بعض أسباط بني إسرائيل، فقال: يا عم، انطلق معي، فخذ لي من تجارة هؤلاء القوم، لعلي أن أصيب منها؛ فإنهم إذا رأوك معي أعطوني.


= يحيى بن سعيد، عن ربيعة بن كلثوم، قال: حدثني أبي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس بنحوه.
(١) من (ج)؛ ووقع في (ن): "محمد بن سعيد" وفي بقية "الأصول": "ابن سعيد" وكلاهما خطأ. ووقع في (ز): "ابن سعد" وهو صواب أيضًا وهو الموافق لما في "الطبري".
(٢) في سائر "الأصول": "عن أبيه، عن جده"، ولا معنى لذكر "الجد" في الإسناد.
(٣) من (ز) و (ن).
(٤) في (ن): "وطرح".
(٥) في (ز) و (ل) و (ن): "قتلناه".
(٦) ساقط من (ز) و (ن).
(٧) من (ل) و (ن).
(٨) أخرجه ابن جرير (١١٧٤) وسنده حسن. [لكنه من الإسرائيليات].
(٩) ساقط من (ج) و (ع).
(١٠) في (ن): "فكانت".