للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال محمد (١) بن إسحاق: إلا بتخلية الله بينه وبين ما أراد.

وقال الحسن البصري (٢): ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ قال: نعم؛ من شاء الله سلطهم عليه، ومن لم يشأ الله لم يسلط؛ ولا يستطيعون ضر أحد إلا بإذن الله؛ كما قال الله تعالى.

وفي رواية (٣) عن الحسن أنه قال: لا يضر هذا السحر إلا من دخل فيه.

وقوله تعالى: ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ﴾ أي: يضرهم في دينهم، وليس له نفع يوازي ضرره.

﴿وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ أي: ولقد علم اليهود الذين استبدلوا بالسحر عن متابعة (الرسول) (٤) لمن فعل فعلهم ذلك - أنه ما له في الآخرة من خلاق، قال ابن (٥) عباس، ومجاهد (٦)، والسدي (٧): من نصيب.

وقال عبد الرزاق (٨)، عن معمر، عن قتادة: ما له في الآخرة من (حجة) (٩) عند الله، (وقال) (١٠): قال الحسن: ليس له دين وقال (سعيد) (١١)، عن قتادة ﴿مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ﴾ قال: ولقد علم أهل الكتاب فيما عهد الله إليهم أن الساحر لا خلاق له في الآخرة (١٢).

وقوله تعالى: ﴿وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٢) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (١٠٣)﴾ يقول تعالى: ﴿وَلَبِئْسَ﴾ البديل ما استبدلوا به من السحر عوضًا عن الإيمان ومتابعة (الرسل) (١٣) لو كان لهم علم بما وعظوا به ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ﴾ أي: ولو أنهم آمنوا بالله ورسله واتقوا المحارم لكان مثوبة الله على ذلك خيرًا لهم مما استخاروا لأنفسهم ورضوا به، كما قال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (٨٠)[القصص].

وقد (يستدل) (١٤) بقوله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا﴾ من ذهب إلى تكفير الساحر، كما هو رواية


(١) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠٢٦).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠٢٥) بسند ضعيف.
(٣) وهي عند ابن أبي حاتم أيضًا (١٠٢٤) وسنده صحيح.
(٤) كذا في (ز) و (ع) و (ن) و (ى)؛ ووقع في (ج) و (ض) و (ك) و (ل): "الرسل".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠٣٣).
(٦) أخرجه ابن جرير (١٧٠٧، ١٧٠٩) وسنده قوي لولا أن شيخ الطبري لم أجد له ترجمة.
(٧) أخرجه ابن جرير (١٧٠٦، ١٧١٠) وسنده حسن.
(٨) أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (١/ ٥٤)، ومن طريقه ابن جرير (١٧١٢)؛ وابن أبي حاتم (١٠٣٤). [وسنده صحيح].
(٩) وقع في سائر "الأصول": "جهة" وما أثبته من "تفسير الطبري"، ووقع في "تفسير عبد الرزاق": "جنة".
(١٠) في (ن): "وقال عبد الرزاق"، وإنما الذي قال: قال الحسن؛ هو معمر بن راشد كما في "تفسير عبد الرزاق" و"ابن أبي حاتم".
(١١) في (ن): "سعد" وهو خطأ. وسعيد هو ابن أبي عروبة.
(١٢) أخرجه ابن جرير (١٧٠٥) وسنده صحيح.
(١٣) في (ن): "الرسول".
(١٤) في (ن): "استدل".