للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الهيثم بن خارجة، حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بن (حلبس) (١)، سمعت أبي يحدث عن (بسر) (٢) بن أرطاة؛ قال: كان رسول الله يدعو: "اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة".

وهذا حديث حسن؛ وليس (هو) (٣) في شيء من الكتب الستة، وليس لصحابيه وهو بسر بن أرطاة - ويقال: ابن أبي أرطاة - حديث سواه، وسوى حديث (٤): "لا تقطع الأيدي في الغزو " (٥).

﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (١١٥)﴾.

وهذا - والله أعلم - فيه تسلية للرسول وأصحابه الذين أخرجوا من مكة، وفارقوا مسجدهم ومصلاهم؛ وقد كان رسول (٦) الله يصلي بمكة إلى بيت المقدس والكعبة [بين يديه؛ فلما قدم المدينة وجه إلى بيت المقدس ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، ثم صرفه الله إلى الكعبة] (٧) بعد؛ ولهذا يقول تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ قال أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب "الناسخ والمنسوخ" (٨): حدثنا حجاج بن محمد، أخبرنا ابن


= أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" (١/ ١/ ٣٠ و ١/ ٢/ ١٢٣)؛ وفي "التاريخ الصغير" (١/ ٢٨١)؛ وابن حبان (٩٤٩) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٨٥٩)؛ وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (١٠/ ١٣٢). ووقع عند ابن حبان: "أحسن عافيتنا" بالفاء لا بالقاف وقد حسن المصنف الحديث، ونقل الزبيدي في "شرح الإحياء" (٦/ ١٨٧؛ و ٩/ ١٤٧) عن الحافظ العراقي أنه قال: "إسناده جيد".
(١) في (ل): "حابس".
(٢) في (ن): "بشر" بالشين المعجمة وهو خطأ.
(٣) ساقط من (ن).
(٤) وهو حديث حسن.
أخرجه الترمذي في "سننه" (١٤٥٠)؛ وفي "العلل الكبير" (ص ٦١٢، ٦١٣) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد والدارمي (١/ ١٥٠) قال: حدثنا بشر بن عمر الزهراني؛ وأحمد (٤/ ١٨١) قال: حدثنا حسن بن موسى؛ وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٤٣٩)؛ وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١/ ٤١٣) من طريق قتيبة بن سعيد، وابن قانع في "معجم الصحابة" (١/ ٨٤) من طريق الوليد بن مسلم؛ والطبراني في "الكبير" (ج ٢/ رقم ١١٩٥) من طريق أسد بن موسى قالوا جميعًا: ثنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن شييم بن بيتان، عن جنادة بن أبي أمية، عن بُسر بن أرطاة مرفوعًا … فذكره. قال الترمذي: "هذا حديث غريب".
وقال ابن عدي في "الكامل" (٢/ ٤٣٩): "لا أرى بالإسناد بأسًا" ونقله عنه ابن عساكر في "تاريخه" (١٠/ ١٤٨).
(*) قلت: وهذا سند جيد، ولم يتفرد به ابن لهيعة.
(٥) في هامش (ع): "بلغ مقابلة بقراءة المصنف معارضًا بأصله، فسح الله في مدته".
(٦) سيأتي تخريجه إن شاء اللّه عند تفسير الآية (١٤٢) من سورة البقرة.
(٧) ساقط من (ج).
(٨) رقم (٢١)؛ وأخرجه ابن أبي حاتم (١١٣٠) قال: حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا حجاج بن محمد بسنده سواء.
وأخرجه الحاكم (٢/ ٢٦٧) وعنه البيهقي (٢/ ١٢) من طريق محمد بن الفرج الأزرق، ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي ووافقهما الشيخ أبو الأشبال أحمد شاكر في تعليقه على "تفسير الطبري" (٢/ ٥٢٨).