للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جريج، وعثمان بن عطاء؛ عن عطاء؛ عن ابن عباس؛ قال: أوَّل ما نسخ لنا من القرآن فيما ذكر لنا، والله أعلم، شأن القبلة؛ قال (الله) (١) تعالى: ﴿وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ﴾ فاستقبل رسول الله فصلى نحو بيت المقدس، وترك البيت العتيق ثم صرفه الله إلى (البيت) (٢) العتيق ونسخها، [وصرفه إلى البيت العتيق] (٣) فقال:

﴿وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾ [البقرة: ١٥٠].

وقال علي بن أبي طلحة (٤): عن ابن عباس؛ قال: كان أول ما نسخ من القرآن القبلة؛ وذلك أن رسول الله لما هاجر إلى المدينة، وكان أهلها اليهود، أمره الله أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود، فاستقبلها رسول الله بضعة عشر شهرًا، وكان رسول الله يحب قبلة إبراهيم، وكان يدعو وينظر إلى السماء، فأنزل الله: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾ إلى قوله: ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ﴾ [البقرة: ١٤٤]، فارتاب من ذلك اليهود، وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فأنزل الله: ﴿قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ [يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٤٢)] (٥)[البقرة: ١٤٢]، وقال: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾.

وقال عكرمة (٦)، عن ابن عباس: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ قال: قبلة الله أينما توجهت شرقًا أو غربًا.

وقال مجاهد (٧): ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾ (حيثما) (٨) كنتم فلكم قبلة تستقبلونها (للكعبة) (٩).

وقال ابن أبي حاتم (١٠) ................................................................


(١) لفظ الجلالة من (ن) و (ل) و (ع).
(٢) في (ز) و (ن): "بيته"؛ وفي (ج) و (ل): "بيت".
(٣) من (ج) و (ض) و (ع) و (ك) و (ل) و (ى).
(٤) وأخرجه ابن جرير (١٨٣٣) قال: حدثني المثنى، هو ابن إبراهيم؛ وأخرجه البيهقي (٢/ ١٢) من طريق عثمان بن سعيد الدارمي وأبو جعفر النحاس في "الناسخ والمنسوخ" (٢٢) قال: حدثنا بكر بن سهل قالوا: ثنا عبد الله بن صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس.
وقال أبو جعفر النحاس في "الناسخ" (١/ ٤٦١): "وهو صحيح عن ابن عباس، والذي يطعن في إسناده يقول: ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس، وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة، وهذا القول لا يوجب طعنًا؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين، وهو في نفسه ثقة صدوق". انتهى.
(٥) من (ج) و (ل).
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (١٣١١) قال: حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عبدة بن سليمان الكلابي، عن نضر بن العربي، عن عكرمة، عن ابن عباس. وهذا سند جيد، والنضر بن عربي حسن الحديث.
(٧) أخرجه ابن جرير (١٨٤٦)؛ وابن أبي حاتم (١١٢٩) من طريق حجاج بن محمد الأعور، عن ابن جريج قال: أخبرني إبراهيم بن بكر، عن مجاهد فذكره.
وإبراهيم بن أبي بكر الأخنسي ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (١/ ١/ ٩٠) ولم يحك فيه شيئًا.
وذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ١٤) وقال الذهبي: "محله الصدق" ولم يتفرد به فتابعه النضر بن عربي، فرواه عن مجاهد نحوه. [وسنده حسن].
(٨) في (ل): "قبلة الله حيثما"، وليست في سائر "الأصول" ولا في "الطبري" (٢/ ٥٣٤).
(٩) في (ز) و (ل) و (ن): "الكعبة".
(١٠) في "تفسيره" (١/ ٣٤٦). وقد أخرج أكثر هذه الآثار. =