وهذا الحديث لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا، إذ مداره على عبد الأعلى وقد ضعفه أحمد وأبو زرعة وابن سعد. وقال أبو حاتم، وابن معين، والنسائي، والدارقطني: "ليس بالقوي". وقال الحافظ في "التهذيب": "وصحح له الحاكم، وهو من تساهله". ولكن وجدت له طريقًا آخر مرفوعًا. أخرجه ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٣٦٨) قال: حدثنا محمد بن المنذر، عن عبد الله بن شيبة الصغاني عن أبي عاصم النبيل، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس مرفوعًا: "من قال في القرآن برأيه … الحديث". وهذا إسناد ضعيف أيضًا. وعبد الله بن شيبة لا أعرف من حاله شيئًا. وابن جريج مدلس وقد عنعنه. والله أعلم. (٢) في "تفسيره" (رقم ٨٠). (٣) وقع في (ن): "حيان" بالياء وهو خطأ. (٤) ضعيف. أخرجه أبو داود (٣٦٥٢)؛ والنسائي في "الفضائل" (١١١)؛ والترمذي (٢٩٥٣) من طرق عن سهيل بن أبي حزم، ثنا أبو عمران الجوني، عن جندب مرفوعًا. ومن هذا الوجه: أخرجه ابن أبي حاتم في "العلل" (ج ٢/ رقم ١٦٨٠)؛ وأبو يعلى في "المسند" (٣/ ٩٠)؛ وفي "المفاريد" (٣٢)؛ والروياني في "مسنده" (ج ٢٨/ ق ١٧٣/ ٢)؛ والطبراني في (ج ٢/ رقم ١٦٧٢)؛ وفي (الأوسط) (ج ٢/ ق ١٠/ ٢)؛ وابن عدي في "الكامل" (٣/ ١٢٨٨)؛ وابن بطة في "الإبانة" (٧٩٨، ٨٠٦)؛ والبيهقي في "الشعب" (ج ٥/ رقم ٢٠٨١) وآخرون. وعزاه الزبيدي في "الإتحاف" (٤/ ٥٢٦) لابن حبان فوهم. وقال البغوي في شرح السنة (١/ ٢٥٩): "غريب" وكذا نقل المصنف عن الترمذي وسبقه المزي في "الأطراف" (٢/ ٤٤٤) ولكني لم أجد هذا النقل في "المطبوعة، وفيها سقط كثير". فالله المستعان. وعلى كل حال فالسند ضعيف، وسهيل بن أبي حزم ضعفه أحمد والبخاري وأبو حاتم وغيرهم وقد خالفه حماد بن زيد في إسناده ومتنه كما شرحته في "تسلية الكظيم". وأخرج ابن عدي في "الكامل" (٦/ ٢١٣٠) من طريق محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس مرفوعًا: "من قال في القرآن برأيه، فإن أصاب لم يؤجر". وسنده ساقط، والكلبي تالف البتة، فكذبه غير واحد من النقاد. وفي الباب شواهد أخرى واهية. (٥) في (ل) و (ن): "القطيعي" وهو خطأ.