للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وظهرت كتب بعنوان "معاني القرآن" معتمدة على الأثر مثل كتاب النحاس، كما صُنفت مؤلفات في إعراب القرآن منها كتاب "إعراب القرآن" (١) للنحاس، وكان التأليف في الإعراب في هذا القرن مختصرًا على قدر البيان لا يعربون كل كلمة وكل حرف كما في عهدنا الحاضر، وكتب الإعراب تساعد المفسرين في تصنيف تفاسيرهم، وللنحاس أيضًا كتاب "القطع والائتناف" (٢) وقد أفاد كثيرًا من كتاب "التمام في علم الوقف والابتداء" لنافع بن أبي نعيم القاري المدني، وأفاد أيضًا من كتاب "الوقف" ليعقوب بن إسحاق الحضرمي وكلاهما مفقود.

وفي هذا القرن بدأ منهج الاختصار للتفاسير يظهر بوضوح، ومن الذين سلكوا هذا المنهج محمد بن عبد الله بن عيسى المعروف بابن أبي زمنين (ت ٣٩٩ هـ) في اختصاره لتفسير يحيى بن سلام ت ٢٠٠ هـ، وهود بن محكم المتوفى في أواخر القرن الرابع الذي اختصر تفسير يحيى بن سلام أيضًا (٣).

وفي هذا القرن كثرت وتوافرت التفاسير المسندة ونافت على المائة والعشرين تفسيرًا فهذا أبو بكر محمد بن القاسم المعروف بابن الأنباري (ت ٣٢٨ هـ) كان يحفظ مائة وعشرين تفسير من تفاسير القرآن بأسانيدها (٤)، وهذه الكثرة فيها الغث والسمين ولهذا انبرى الإمام الناقد ابن أبي حاتم إلى تصنيف تفسير بأصح الأسانيد وهذه الظاهرة لم يسبق إليها وقد أفصح عن سبب تأليفه "الجرح والتعديل" لبيان معاني كلام الله تعالى وسنن المصطفى كما صرح في مقدمة الكتاب.

وفي هذا القرن انبرى بعض المفسرين للرد على المعتزلة والقدرية والجهمية كالإمام محمد بن علي بن محمد أبي أحمد الكَرَجي (٥) المعروف بالقصاب (ت ٣٦٠ هـ) تقريبًا في كتابه القيم "نكت القرآن الدالة على البيان في أنواع العلوم والأحكام" ويكاد أن لا يترك تفسير آية إلا ويرد فيها على المعتزلة والقدرية والجهمية والمرجئة، وهو من العلماء الذين برعوا في الردِّ بالأدلة النقلية العقلية.

وفي هذا القرن ظهرت بعض التفاسير الضعيفة بسبب ضعف مؤلفيها كتفسير "شفاء الصدور" لأبي بكر النقاش (ت ٣٥١ هـ) (٦).

وقد قلَّ الاهتمام بإيراد الأسانيد وفي بعض التفاسير ظهر فيها قلة إيراد الأسانيد في بعض التفاسير مثل كتاب "بحر العلوم" للسمرقندي، وكتاب "نكت القرآن" للكَرَجي، "ومعاني القرآن" للنحاس، وكان بعضهم يختصر الإسناد فيقتصر على ذكر الطريق وهذا الاختصار غير مخل إذ يعرف من خلال ذكر الطريق درجته من الصحة أو الضعف.

وظهر في هذا القرن بعض كتب "الاستدراك أو الردود" وقد انبرى علي بن حمزة البصري (ت ٣٧٥ هـ) في كتابه "التنبيهات على أغاليط الرواة" لنقد أبي عبيدة في كتابه "مجاز القرآن" (٧).


(١) مطبوع.
(٢) مطبوع.
(٣) وكلا المختصرين مطبوع.
(٤) الرسالة المستطرفة (ص ٧٩).
(٥) بفتح الكاف والراء وقد حقق كتابه في عدة رسائل في كلية القرآن في الجامعة الإسلامية بتحقيق أصحاب الفضيلة: د. علي بن غازي التويجري ود. إبراهيم بن منصور الجنيدل وأ. د. شايع بن عبده الأسمري.
(٦) يحقق في جامعة الإمارات المتحدة.
(٧) مقدمة المجاز (ص ١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>