للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي هذا القرن تطور علم غريب القرآن على يد المفسر أبي بكر محمد بن عُزيز السجستاني (ت ٣٣٠ هـ) (١) فقد قام بتصنيف كتابه "غريب القرآن" على طراز جديد في الترتيب إذ رتبه على حروف المعجم ألفبائيًا ويعتبر ابن عُزيز أول من فعل ذلك في كتاب "غريب القرآن"؛ لأن من سبقه رتَّبه على سور وآيات القرآن.

وفي آخر هذا القرن ضمّن بعض المحدثين في رواياتهم كتاب "التفسير" كصنيع الحاكم في المستدرك فقد تضمن كتاب "التفسير" قرابة ٣٠٠ صفحة من طبعة الهند.

ثم دخل القرن الخامس وفيه ازدادت ظاهرة حذف الإسناد بسبب طول الإسناد واختلط الصحيح بالسقيم في كثير من التفاسير كتفسير "العيون والنكت" للماوردي، وتفسير السمعاني (٢)، و"تفسير ضياء القلوب" لسليم بن أيوب الرازي (ت ٤٤٧ هـ) (٣)، وتفسير مكي بن أبي طالب (ت ٤٣٧ هـ) "الهداية إلى بلوغ النهاية" (٤)، وبعض التفاسير تارة يسوق الراوية بإسناده وغالبًا يحذف الإسناد كتفسير الكفاية للحيري (ت ٣٤٠ هـ) (٥)، وبعض التفاسير حافظت على إيراد الإسناد كصنيع الثعلبي في كتابه "الكشف والبيان"، ومن أهم مزايا هذا التفسير أنه ذكر مصادره في مقدمة تفسير، وهذه المصادر من الكتب العتيقة القديمة في علم القراءات وعلوم القرآن والتفسير وغريب القرآن والناسخ والمنسوخ وإعراب القرآن والوقف والابتداء وغيرها من الكتب النفيسة التي صنفت في القرن الثاني والثالث والرابع وساقها كلها بأسانيده.

وأغلبها من قبيل المفقود مما يضفي قيمة علمية، أما ما ورد في هذا الكتاب من الحكايات العجيبة والروايات الغريبة والأحاديث الموضوعة والضعيفة فإنه قد اشتهر عنه ذلك لكن لم يشتهر عنه ذكر المصادر العتيقة القديمة والأسانيد القويمة، من أجل ذلك اقترحت تحقيق فحقق والحمد لله (٦).

وفي هذا القرن برزت ظاهرة جديدة وهي: تعدد التفاسير للمصنف الواحد كما صنع الواحدي في "الوجيز" و"الأوسط" و"المبسوط" (٧) فصنف ثلاثة تفاسير أحدها مختصر والآخر متوسط والثالث كبير إضافة إلى تصنيف كتاب "أسباب النزول" (٨) وهذا التصنيف فيه تخيير حسب همة ورغبة طالب العلم وفيه تسهيل للمبتدئين وتذكير للمتبصرين.

كما ظهرت بعض التفاسير اللغوية الجامعة مثل كتاب "المفردات" (٩) للأصفهاني فإنه من التفاسير اللغوية المعتبرة، ولا يخلو من بعض التأويل بسبب نقله عن بعض الفلاسفة، ولكن تبقى


(١) مطبوع.
(٢) كلاهما مطبوع.
(٣) مخطوط حقق في كلية القرآن الكريم في الجامعة الإسلامية ونال به فضيلة أ. د. ملفي بن ناعم الصاعدي درجة الماجستير.
(٤) مطبوع.
(٥) مخطوط حقق في كلية القرآن الكريم، وقد حقق منه جزءًا فضيلة الدكتور علي بن غازي التويجري.
(٦) مطبوع وحقق في جامعة أُم القرى وهو في طريقه إلى الطبع.
(٧) هذه الكتب الثلاثة مطبوعة.
(٨) مطبوع.
(٩) مطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>