للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن هناد بن السري. وأخرجه ابن حبان في صحيحه، عن أبي يعلى الموصلي، عن هناد به، وقال الترمذي: حسن غريب، وهو حديث أبي الأحوص، يعني: سلام بن سليم، لا نعرفه مرفوعًا إلا من حديثه (١)، كذا قال: وقد رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن رسته، عن هارون الفروي، عن أبي ضمرة، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن مسعود مرفوعًا نحوه ولكن رواه مسعر عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة، عن ابن مسعود، فجعله من قوله، والله أعلم، ومعنى قوله تعالى: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ﴾ أي: يخوفكم الفقر لتمسكوا ما بأيديكم فلا تنفقوه في مرضاة الله. ﴿وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ﴾ أي: مع نهيه إياكم عن الإنفاق خشية الإملاق، يأمركم بالمعاصي والمآثم والمحارم ومخالفة الخلاق، قال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ﴾ أي: في مقابلة ما أمركم الشيطان بالفحشاء ﴿وَفَضْلًا﴾ أي: في مقابلة ما خوفكم الشيطان من الفقر ﴿وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.

وقوله: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ﴾ قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: يعني المعرفة بالقرآن، ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله (٢).

وروى جويبر عن الضحاك، عن ابن عباس مرفوعًا "الحكمة: القرآن" يعني: تفسيره، قال ابن عباس: فإنه قد (٣) قرأه البر والفاجر، رواه ابن مردويه (٤).

وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد: يعني بالحكمة: الإصابة في القول (٥).

وقال ليث بن أبي سُليم (٦)، عن مجاهد: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ﴾ ليست بالنبوة، ولكنه العلم والفقه والقرآن (٧).

وقال أبو العالية: الحكمة خشية الله، فإن خشية الله رأس كل حكمة (٨).

وقد روى ابن مردويه من طريق بقية عن عثمان بن زفر الجهني، عن أبي عمار الأسدي، عن ابن مسعود مرفوعًا: "رأس الحكمة مخافة الله" (٩).

وقال أبو العالية في رواية عنه: الحكمة: الكتاب والفهم.

وقال إبراهيم النخعي: الحكمة: الفهم (١٠).

وقال أبو مالك: الحكمة السنة (١١).


(١) سنن الترمذي، التفسير (ح ٩٨٨)، وتفسير النسائي (ح ٧١)، ومسند أبي يعلى ٨/ ٤١٧ (ح ٤٩٩٩)، والإحسان ٣/ ٢٧٨ (ح ٩٩٧)، وضعفه الألباني في ضعيف (ح ٥٧٢).
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم بسنده الثابت عن علي به.
(٣) لفظ: "قد" سقط من الأصل واستدرك من (عف) و (ح) و (حم) والتخريج.
(٤) في سنده جويبر: وهو ابن سعيد الأزدي متروك.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح من طريق الثوري عن ابن أبي نجيح به.
(٦) في الأصل: "ليث عن أبي سليم" وهو تصحيف.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم بسند ضعيف ليث به.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم بسند جيد من طريق الربيع بن أنس عنه.
(٩) في سنده بقية لم يصرح بالسماع، وعثمان بن زفر الجهني مجهول (التقريب ص ٣٨٣).
(١٠) أخرجه ابن أبي حاتم بسند فيه أبو حمزة ميمون القصاب وهو ضعيف كما في التقريب.
(١١) أخرجه ابن أبي حاتم بسند حسن من طريق السدي عنه.