للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حلوًا لذيذًا شهيًّا لكن يجعل الله فيه آفة تفسده، وهذا موجود بكثرة، ولكن من نعمة الله أنَّه يبقى ويؤكل من ثمره.

١٣ - ومن فوائدها: أننا لا نملك لأنفسنا أن نوجد هذا الثمر، وأن ذلك مجرد فضل من الله لقوله: {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} فإن هذا ليس من صنعنا، فلو اجتمع الناس كلهم على أن يخرجوا رطبة واحدة أو حبة عنب ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا، ومع هذا يخلق الله عَزَّ وَجَلَّ هذه العناقيد التي لا تحصى كثرة، وهذه الأعذاق التي لا تحصى كثرة، ونحن لم نعمل ذلك بأيدينا، غاية ما هنالك أننا نوجه هذا الثمر حسب ما علمنا الله عَزَّ وَجَلَّ، فنأخذ من طلع الفحل ما نجعله في طلع النخلة حتَّى يطيب الثمر، أما أننا خلقناه وأوجدناه فلا. وهذا على جعل (ما) في قوله تعالى: {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} نافية.

١٤ - ومن فوائدها: بيان نعمة الله عَزَّ وَجَلَّ بما علمنا مما نصنعه من هذه الثمار، وعلى وجه يخالف ما خلقت عليه، حتَّى يتكون من هذا طيب على طيب لقوله: {وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ} فإن الله تعالى علمنا كيف نصنع هذه الثمار على وجه نتلذذ بها، وننتفع بها أكثر مما هي عليه في الخلقة، وهذا على جعل (ما) موصولة.

١٥ - ومن فوائد الآيات الكريمة: وجوب شكر نعمة الله عَزَّ وَجَلَّ، لأن الله وبخ من لا يشكر، والشكر مع كونه طاعة الله يثاب الإنسان عليه، ويعرف به قدر نعمة الله عليه، فهو سبب للمزيد من هذه النعم لقوله تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ

<<  <   >  >>